بثت فضائية العراقية في هذه الايام حلقة من برنامج" ايامهم" للسيد ليث الاسدي، وكانت عن الجواهري الخالـــد، وقد استضاف خلالها، كريمته خيال، التي اجابت على عدد من الاسئلة، وداخلــــت -بتواضع- في بعض الشؤون والشجون الجواهرية المديدة ... كما عرض البرنامج صورا، ومقاطع صوتية وفيلميــة منتقاة .
ويهمنا جدا بهذا السياق ان نوثق، ونؤكد، ان العديد من الوقائع والاجابات كانت تشكو من ارتباكات وعدم دقة، ولا صواب، تثير لدى المشاهدين، وغير المتابعين بخاصة، تساؤلات ومعلومات غير صحيحة، أو مثبتة، ولا تمت للواقع بصلة ومن بينها على عُجالة:
1- ان الجواهري كان رئيساً ديوان تشريفات الملك فيصل الاول، والصحيح انه كان معنياً بشؤون الاعلام والصحافة في ذلكم الديوان .
2- ومن الردود العجيبة، وغير الصحيحة ابدا، التي جاءت جوابا على سؤال لمقدم الحلقة: ان زعيم الجمهورية الاولى، عبد الكريم قاسم، قد زار الجواهري في بيته عام 1961 للاطمئنان على صحته بعد ان تعرض لاعتداء بحجارة رشق بها على جبينه . علما ان التوتر الشديد، والخطير، كان يسود بين الرجلين في تلكم الفترة. وبعيدها بقليل أغترب الجواهري، الى براغ، بعيدا عن الوطن .
3- ان الجنسية العراقية قد اسقطت عن الجواهري مرتين، عام 1963 وعام 1995 ... وكلا المعلومتين ليستا صحيحتين، ولا بأية حال .
4- وجاء في البرنامج ان الجواهري كان رئيسا للجنة العليا للدفاع عن الشعب العراقي، بعد الانقلاب البعثي الدموي الاول عام 1963. ولكنه لم يكتب- كما جاء في البرنامج- اية قصائد تدين الانقلاب، واكتفى بالكتابات وحسب !!!! ويبدو ان السيد الاسدي، معد البرنامج، والسيدة خيال، ضيفة الحلقة، لم يطلعا او يعرفا شيئا عن قصائد: سلاما الى اطياف الشهداء الخالدين، ولا "بغداد" الموجهة للصحافي اللبناني، امين الاعور. ولا قصيدة ابا ناظم .... وسواهن عديدات بهذا القدر والشكل او ذاك .
5- كما ومن الاجابات الغريبة، الملفقة، بل والمسيئة : ان الجواهري أبدى إعجابه !!! بالكتابة المسماة قصيدة، والشهيرة بـ " سل .... أأنت العراقي ام أنا" والتي ما برحت تدور على السن البسطاء.
6- ان البرنامج قفز- أو مرّ سريعا- على مرحلة مهمة من حياة الشاعر العظيم، ونعني بها اعوام 1980-1997 .. كان ينبغي، على ما نرى، ضرورة سبر بعض تفاصيلها، ومؤشراتها . في حين فصل المقدم والضيفة، وبشعبوية مهللة، في احداث ووقائع اقل اهمية بكثير.
.... وهكذا طفح الكثير الاخر من المعلومات والاجابات غير المترابطة او الدقيقة، لا زمنياُ ولا مكانياً. مما دعانا الى كتابة هذا التوضيح، داعين المعنيين جميعا الى اهمية اعتماد مصادر حريصة ومطلعة، على التاريخ والوقائع، وان لا يطلق العنان لتأرخة الاحداث دون تمحيص، خاصة وانها ربما تعتمد لاحقا كوثيقة مهمة، باعتبارها بُثت من قناة رسمية، أولاً، وتحدث عنها- ثانيا- ذوو صلة بالرمز العراقي، والشاعر الابرز في القرن العشرين.
اخيرا، كم كان بودنا لو تم في بدايات، او نهايات البرنامج الذي نحن بصدده، تثبيت حقيقة: ان جميع الصور، والعديد من المقاطع الصوتية تعود لمركز الجواهري في براغ. وذلك وفقاً والتزاما بحقوق النشر، كما هو المعتاد في التعامل المهني والحضاري.
مقالات اخرى للكاتب