حين نعدد أفعال داعش منذ أن أفرزتها ظروف المعارك الدموية في العراق وسوريا نستطيع القول أن فتنتها تفوق فتن العصور التي جاءت من بعد آخر الرسالات السماوية بخاتمية النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وآله. فكل الموبقات والكبائر في الأعتداء والتجاوز على حدود الله فيما أمر به ونهى عنه جاءت بها داعش دون تردد بل وبجهر واضح لالبس فيه على أحد من البشر وعلى اختلاف تنوع انتماءاتهم الدينية والطائفية والفكرية. فمن جهة جرائم العصر هم من أرَخ لها بما اقترفوا من النحر للطفل والشيخ الكبير والنساء، وهم الامتداد لتنظيمات القاعدة في مختلف الدول الاسلامية. سنَة النحر وتصويرها هم من ابتدعها الى العالم. الى بدعة ظالة مهلكة لنسيج المجتمع وبناء الاسرة السليمة من خلال الزنا بأبشع مظاهر تحريف احكام الله تحت عنوان جهاد النكاح حتى ظهرت الى وسائل الاعلام اعترافات الضحايا وكيف كانوا يدخلون عليهن في اليوم الواحد أكثر من عشرة من البغاة. مالا يدركه العقل ويتصوره الانسان الساذج جاءت به داعش الفتنة. والعبرة لنا نحن من يراقب المشهد العراقي في أفضع تناقضاته الرسمية والشعبية فهؤلاء البغاة من أهل الموبقاة تعتبرهم قيادات من تسوق نفسها قيادة الثورة في مناطق العراق الغربية أن داعش جزء بسيط من الثورة. وشركاء العملية السياسية منذ العام 2003 والى اليوم يعطون لماحصل في مدينة الموصل بعد احتلالها من قبل داعش يعطون له شرعية الدفاع عن المظلومين من أهل السنة. ومن هذا التوصيف المؤلم تبرز صورة العراق بعد جريمة الموصل أن الجريمة بحق الوطن والشعب والتاريخ اخذت شكلا جديدا متطورا في التعايش بين شركاء العملية السياسية وقد عادوا ليجتمعوا تحت قبة ماتعرف بالبرلمان العراقي ، اجتمع حماة لصوص المال العام وتهريب الاموال وحماة الارهاب الداعشي واخواتها تحت قبة المجلس التشريعي مع أسوء المصطلحات المستخدمة في قاموس العملية السياسية ( صفقة سياسية) لوصف آليات انتخاب رئيس البرلمان ورئيس الجمهورية. اجتمعت الصفقة السياسية لتوظيف مصالح عصابات المافيا في العراق مع داعش لتوظيف مصالح العصابات الطائفية ومابينهما يكون الشعب هو الضحية سواء بتهجير سكان العراق اللأصليين من المسيحيين او التركمان الشيعة والشبك والأزيديين ، او استمرار قتل الأبرياء في ساحات المواجهة مع الجماعات الارهابية. ان ما أراه في موضوع داعش هو هبوط وانحدار في مستوى العقل وعدم ادراك أبعاد الجريمة المنظمة . فكل مايوظف في نتائجه انما هو محاولات تسييس الامور باتجاه الكتل السياسية
( عصابات المافيا ) في تقاسم السلطات الثلاث . ولذلك لاتوجد خطوات جادة نحو حسم الامور خدمة لمصالح العراق الوطنية. هذا هو الخطر الحقيقي . وكلما فقدنا الأمل في الخروج من مستنقع الفشل السياسي كلما ظهرت الى الساحة جريمة وفتنة ألعن من سابقاتها. هذه هي فتنة داعش لينكشف الجميع أمام الملأ. راجعوا التطورات والتصريحات لجميع الكتل السياسية داخل الحكومة والبرلمان وخارجها والحكم في الادانة أحيله الى العقول والضمائر الوطنية.
مقالات اخرى للكاتب