قبل أيام ذكرنا المكون الشيعي و التهميش الذي حصل عليه بسبب حصول السياسيين فيه على مناصب عالية و إبتعاد الأضواء عن الواقع الذي يعيشه الطرف الشيعي و ما يثبت ذلك الحقائق على أرض الواقع.
فإن المعارك العسكرية بدون مواقف سياسية صحيحة مساندة قد تؤثر في الجانب العسكري و ما لاحظناه من موقف مشرف للنائبة (فيان دخيل) من أجل الموكن الأيزيدي جعل للرأي العام أن يسارع للتحرك و إنقاذ المتواجدين في جبل سنجار و إن كانت بسيطة جداً لكن الموقف حصل متزامناً مع أهلها هناك و لو لم تتحرك لم يحصل أي تغيير يذكر.
في المقابل لم نرى التحرك السياسي الشيعي لناحية آمرلي بالرغم من مرور أكثر من شهرين للحصار بل العكس قد تكون هذه الناحية أعطت دروساً لجميع السياسيين في التوحد و الصمود أمام الأخطار رغم قلة الغذاء و الدواء و السلاح مع تقديم الشهيد تلو الشهيد.
و بالنظر إلى أحداث قاعدة سبايكر و التي تحتوي على أكثر من ألف و سبعمائة جندي عراقي أغلبهم من المكون الشيعي و قد بدأت ألغاز هذه القاعدة المتواجدة في محافظة صلاح الدين مع الأيام الاولى لدخول تنظيم (داعش) الارهابي إلى الموصل, كذلك الحال نفسه لم نرى أي تحرك قوي و سريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه سوى التصريحات الخجولة و التكهنات بأعداد المفقودين .
و مع مرور أكثر من شهرين يتم استضافة عدد من القادة الأمنين في مجلس النواب العراقي و بصورة خجولة أيضاً بالتزامن مع حادثة جامع مصعب بن عمير في ديالى والتي إستهدف فيها المصلين بما لا يقل عن السبعين شخص لكن الموقف السياسي بالمقابل أيضاً من قبل المكون السني لم يقف متفرجاً وهو المتوقع لهكذا عمل إرهابي جبان.
فمن غير الصحيح أن ينتظر السياسي مسؤول كتلته بالتصريح و إتخاذ المواقف التي يحسب لها أكثر من حساب أو يعتبر أن هذا الاستهداف لا يمت إليه بصلة أو التفريق بين هذا الدم و ذاك.
إن العراق فيه دم و احد و مصير واحد مهما اختلفت وجهات النظر و الدليل أن الارهاب لم يستهدف مكوناً دون غيره لكن بعض المكونات حاول سياسيها الوقوف جنبهم و المكون الآخر ظل محاصراً و يقاتل بنفسه لأكثر من شهرين و كأنهم بدون أي سياسي يمثلهم مع العلم ان السياسيين قريبين جداً من مصدر القرار , لقد أصبح المحاصرين في ناحية آمرلي مصدر قوة و قدوة و مفخرة إلى سياسيهم بالإضافة إلى التساؤلات و العتب الكبير الذي لن ينساه التاريخ فيما إذا حصلت إبادة جماعية !!
مقالات اخرى للكاتب