العراق تايمز:
كشفت المخابرات العراقية، اليوم الأربعاء عن استلامها تحذيرات ومعلومات دقيقة من المخابرات الإيرانية تخص الوضع الأمني للموصل قبل ستة أشهر من سقوط المدينة بيد عناصر "داعش".
وقال ضابط برتبه نقيب في جهاز المخابرات العراقي، ان "المخابرات الإيرانية زودتنا قبل ستة أشهر من سقوط الموصل بمعلومات دقيقه مفادها ان ارهابيي داعش ينوون شن هجوم كبير للسيطرة على محافظة نينوى ومركزها الموصل".
وأضاف الضابط الذي طلب عدم كشف هويته لحساسية الموضوع ان "الجانب الإيراني اكد وجود تعاون كبير بين أعضاء في مجلس محافظة نينوى وقيادات داعشية لتسهيل دخول المسلحين الى مناطق المحافظة ،وتواطئ من قيادات عسكرية موجودة على ارض الميدان".
وبين ان "المخابرات العراقية وبالتعاون مع جهاز الأمن الوطني أرسلت تقريرا مفصلا الى مكتب رئيس الوزارء القائد العام للقوات المسلحة السابق نوري المالكي"، مبينا ان "مكتب القائد العام لم يرد على التقرير نهائيا".
واشار الى ان "جهاز المخابرات الإيراني ارسل تقريرا ثان عن العملية المعدة من ارهابي داعش قبل شهر واحد من سقوط الموصل، وتم تحويلها مباشراَ الى مكتب القائد العام للقوات المسلحة كعاجل سري وفوري لكننا لم نستلم اي اجابه" .
وكانت العراق تايمز قد نشرت تقريرا في 29 اب 2013 ( اي قبل سقوط الموصل بـ 10 اشهر) كشقت من خلاله وجود قواعد ومعسكرات لتنظيم داعش قرب الموصل والرمادي والاردن والسعودية، وانهم يستعدون لشن هجوم كبير على المدن العراقية.
وجاء في التقرير على لسان رئيس المجموعة الدولية للاعلام الاستاذ اسماعيل مصبح الوائلي، ان هناك اعداد كبيرة من تنظيمات القاعدة اتخذت من الصحراء الغربية في الأنبار معسكرات كبيرة، وقد كشفت هذه المعسكرات من خلال طلعات جوية عراقية والتي اثبتت في تقاريرها بان هناك اعداد كبيرة لتنظيمات عسكرية مسلحة في مناطق محددة في الصحراء الغربية للانبار، وانها قامت بالتقاط عدة صور لهذه المعسكرات.
واشارت المعلومات ان الطائرات قد تعرضت لوابل من النيران اثناء تحليقها فوق هذه المعسكرات وكادوا ان يخسروا احدى الطائرات لولا قدرة الطيارين على المناورة. وبعد تكثيف الطيران وجمع المعلومات تبين بانهم يملكون اسلحة متطورة جدا ومجموعة صواريخ حراريه تسطيع اسقاط الطائرات.
وأضافت المعلومات التي حصل عليها الوائلي: "بعد المزيد من التحري وجمع المعلومات لغرض اكمال التقارير وتقديمها الى مكتب القائد العام للقوات المسلحة حيث تمكنا من تحديد المواقع بصورة دقيقة والتي تقع في المثلث العراقي السوري الاردني، وحجم وعدد هذه المعسكرات وطرق الامداد والتمويل لها (حيث تعتبر حاظنة للإرهابيين في العراق وسورية)".
واستمرت المصادر الاستخباراتية بالقول: "بعد ابلاغنا مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية وردنا المنع باكمال التحري وجمع المعلومات عن هذه المعسكرات، وقد منعوا ضربهم او التصدي لهم مما ادخل الشك لدى كبار ضباط الاستخبارات والمخابرات بان رئيس الوزراء نوري المالكي له علم ببناء هذه المعسكرات الارهابية داخل الاراضي العراقية، بل قد يكون له يد بانشاء مثل هكذا قواعد او غض النظر عنها حسب تعليمات ترده من الجانب البريطاني والامريكي الذي يعتبر الراعي الرسمي لمثل هكذا نشاطات.
وأكدت المعلومات ايضا ان الأردن هي الأداة الرئيسية لبناء هذه المعسكرات الارهابية في العراق.
واضاف رئيس المجموعة الدولية للإعلام نقلا عن هؤلاء الضباط من انه بعد يأسنا من مراجعنا القيادية العليا في مكتب القائد العام للقوات المسلحة، ارتأينا ان ننقل هذه المعلومات الى المرجعية الدينية في النجف الاشرف وبالاخص صاحبة القرار الاقوى بالشأن العراقي، وسلمنا جميع المعلومات للسيد محمد رضا السيستاني نجل المرجع السيستاني قبل أربعة اشهر وتحديدا في مطلع شهر ايار (مايو) الماضي حيث اشار لنا المرجع السيستاني بعد ان بلغناه بزيارة خاصة بواسطة احد الضباط من ابناء عم احد وكلائه في النجف الاشرف بان نبلغ ولده محمد رضا بهكذا تفاصيل بسبب تدهور صحته، وعدم قدرته على التركيز. وايضا قمنا بواجبنا وابلغنا ضباط الارتباط في سفارتي امريكا وبريطانيا وايضا تم تسليمهم كافة الوثائق التي تثبت وجود معسكرات ارهابية كبيرة داخل الاراضي العراقية.
واوضح الوائلي ان المصدر اخبره انه "وبعد ان اتضح لنا بعد ايام من تسليمنا لهذه المعلومات الى الجهات المذكورة بان الاوامر التي جائتنا بعدم تفعيل هذه المعلومات وتعميمها لغرض تصدي القوات المختصة للهجوم على هذه المعسكرات وتدميرها من شخص رئيس الوزراء نوري المالكي هي بالاصل أوامر من القوى العظمى التي تقف وراء تنظيم القاعدة وعلى رأسها بريطانيا وامريكا كبقية الاوامر التي تسطحب بعض الخبراء الامريكان والبريطانيين".
واضاف هؤلاء الضباط اننا اكتشفنا بعد ذلك ان هناك معسكرات شبيهه في مدينة الموصل ومتمركزة في حدود الموصل على مقربة من الجبال.
وافادالوائلي ان المصادر اكدت ان التقارير الواردة من الوحدات الامنية العاملة بالقرب من هذه المعسكرات في الموصل (والتي تشبه الى حد ما المعسكرات الامريكية)، ان الضباط الذين فروا من الموصل افادوا بانهم يعيشون في رعب متواصل بسبب قيام هذه المجاميع الارهابية بهجمات ليلية متواصلة تداهم المعسكرات وتكبدهم خسائر كبيرة في الارواح والمعدات والمباني، وفي بعض الاحيان يستخدمون مكبرات الصوت لتوجيه رسائل تهديد لافراد الجيش العراقي. وقد اثبت هؤلاء الضباط والجنود (من خلال سماعهم لهذه الاصوات) ان هؤلاء المقاتلين من جنسيات مختلفة (عراقيين وسعوديين واردنيين).
وقال رئيس المجموعة الدولية للإعلام: ان التقارير تناولت استغراب القطعات العسكرية المتواجدة في الموصل من التكتيم الاعلامي العام على هذه المعسكرات رغم رفع التقارير بصورة مستمرة الى مراجعهم العليا في بغداد. واكدوا انهم قد طلبوا الدعم والاذن بالهجوم على هذه المعسكرات منذ اكثر من ستة اشهر، ولكنهم كعادتهم يجابهون بالرفض والمنع بحجة ان القيادة في بغداد تتهيأ للهجوم على معسكرات الارهابيين رغم وجود قوى كبيرة لدى الجيش العراقي لمجابهتهم ومهاجمتهم ولكن الرفض هو رد القائد العام للقوات المسلحة رغم الخسائر اليومية بالارواح حيث يسقط العشرات من الشهداء في الموصل من الجيش العراقي بسبب هجمات الارهابيين وبالاخص االهجمات الليلية على معسكرات الجيش العراقي، ولا يسمح للجيش العراقي مغادرة معسكراته بأوامر قياداته، الامر الذي زاد في هروب افراد الجيش العراقي المرابط في مدينة الموصل وعدم العودة بعد قضاء اجازاتهم الدورية.
وفي اشارة الى الخطاب التلفزبوني الذي القاه المالكي اليوم الاربعاء ، قال الوائلي ان المالكي لم يشر لا من قريب ولا من بعيد الى التفجيرات التي وقعت هذا اليوم في بغداد رغم بشاعتها ودمويتها مما يدل على استهانته بالدم العراقي ولا مبالاته بهذا الموضوع، وكان جل اهتمامه بالاوضاع الدائرة في سوريا واحتمالية تعرضها الى هجوم عسكري امريكي بريطاني.
وكان مجلس النواب قد وافق بالاغلبية على تقرير لجنته التحقيقية بسقوط الموصل التي ادرجت اسم رئيس الحكومة السابق نوري المالكي ومسؤولين مدنيين وقادة عسكريين كبار كمتهمين بالتقصير او التورط بسقوط الموصل بيد "داعش" في شهر حزيران من العام الماضي 2014 واحالة التقرير الى القضاء.