العراق تايمز: كتب احمد الشيباني
لا شك ان الانسان يحتاج الى رقيب على أعماله، والرقيب يحتاج الى رقيب وهكذا الى ان تصل الرقابة الى من لا رقيب عليه وهو الله تعالى، فالموظف البسيط في الدولة يراقب من قبل المسؤول المباشر عليه، وهذا المسؤول مراقب من قبل المدير، والمدير مراقب من قبل الوزير والوزير مراقب من قبل الرئيس، والرئيس يراقب من قبل الدستور والدستور يراقب من قبل البرلمان والبرلمان يراقب من قبل القضاء ينكسر القلم.
وفي النتيجة ان المراقب - بالكسر - في كل هذه السلسلة هو الانسان نفسه، ولا شيء فوقه. فالمدير انسان والوزير انسان والرئيس انسان والبرلماني انسان والقاضي انسان. لذا يقع الفساد والنهب والسلب والمداراة والتغطية، (غطيني وأغطيك).
وهذه السلسلة من المفترض ان تكون مراقبة من قبل من لا رقيب عليه وهو الله تعالى، ولكنها في الحقيقة اذا علمت ان الله رقيبها اطمأنت وازدادت في سرقتها وفسادها، تبعا لمقولة (منو طلع من كبره مفشخ) وهذ صحيحة لأهل الدنيا ومن لا يخاف المعاد.
ولكن الصحيح في كل ذلك هو وجود واسطة بين هذه السلسلة وبين الله تعالى، قادرة على نقل أوامر الله تعالى الى المسؤولين، ورقيبة عليهم، ومعاقبة لهم، هذه الواسطة مسلمة الصحة والنفاذ ولا يحق لأحد الاعتراض عليها والرد على قراراتها، لأنها قرارات بمنزلة الأمر الإلهي الواجب الاتباع. وهي واسطة يتبعها الناس بلا نقاش.
وهذه الواسطة لا يمكن ان تكون غير الولي الفقيه المتصدي لقيادة الأمة وإدارة أمرها. فهو الذي يمثل السلطة الإلهية العليا التي لا يعلوها سلطة على الارض، وهي التي تراقب - بالكسر - ولا تراقب - بالفتح - لأنها سلطة إلهية ممثلة للخلافة الألهية في الأرض.
وفي العراق مثلا، لو كانت هناك سلطة ولاية الفقيه وتكون رقيبة على كل مسؤول في السلطات الثلاث، لما وقع العراق فيما وقع فيه من التسيب والتهتك والتشرذم.
ولا نعني بسلطة ولاية الفقيه ان يكون المرجع مشرفا على الصغيرة والكبيرة ومتدخلا فيما يعنيه وفيما لا يعنيه، فهو فهم خاطئ لمعنى ولاية الفقيه، وانما نعني بها ان يكون الولي الفقيه خيمة للامة وحاميا لها، ويحافظ على أمنها ونظامها، ويحمل السيف الصارم الذي يخاف منه الفاسدون ويتدخل في كل ما يهدد النظام العام وأمن الناس وأموالهم واعراضهم وسلامتهم.
فما أحوجنا هذا اليوم للولي الفقيه الاعلى الرقيب على الحكومة والبرلمان والقضاء، وهو الذي يوافق على رئيس المحكمة العليا وهو الذي يوافق على القائد العام للقوات المسلحة والوزراء المهمين في الدولة.
ملاحظة: من الطبيعي ان يعلق بعض الأخوة بعيدا عن الموضوع وكل يجر النار لقرصه وقائده ومرجعه ليجعله وليا فقيها للامة مع ان الموجودين الان كلهم فشلوا في تحقيق ذلك، لذا اعتقد ان تجربة الجمهورية الاسلامية حاضرة امامنا وهي ناجحة بنسبة كبيرة، وسنبقى نكابر ونعتز بالسراب ونفقد ابنائنا وبلدنا من اجل ذلك، ثم بعد ان نكون قد جربنا كل القيادات والتيارات والاحزاب الموجودة في العراق وندرك حقيقة فشلها الذريع في اصلاح نفسها وبلدها نرضخ للامر الواقع وندعوا لولاية الفقيه في العراق.
وللحديث بقية.