بغداد – شن سياسون أكراد كبار هجوما عنيفا على نوري المالكي هو الثاني من نوعه بعد هجوم رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني العنيف ضد المالكي، مؤكدين أن المالكي يحمل نوايا سيئة في تعامله مع الأكراد وخاصة في الجيش العراقي.
وقال نائب رئيس مجلس النواب العراقي عارف طيفور ان "النوايا السيئة لدى نوري المالكي وراء تدني نسبة الوجود الكردي في المناصب العسكرية العليا"، مشيرا الى ان المالكي جلب من وصفهم بـ"الشوفينيين العرب" الى الجيش بهدف تهميش الأكراد، حسب ما نقلت صحيفة روداو الكردية الالكترونية.
وقالت الصحيفة في تقرير لها ان المسؤولين الأكراد في بغداد يشعرون بالقلق من تهميش الأكراد في صفوف الجيش العراقي. ونقلت الصحيفة عن طيفور، تحميله مسؤولية هذا الوضع لما وصفها بـ"النوايا السيئة" لدى نوري المالكي، والحكومة الاتحادية الحالية.
وقال طيفور للصحيفة ان "عدد الأكراد في الجيش العراقي، والوزارات والمؤسسات الحكومية لم يكن بهذا المستوى من التدني منذ قبل العام 2003".
وأعرب طيفور وهو عضو بارز في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، عن أعتقاده أن الأكراد ينبغي ان يدفعوا باتجاه نسبة تمثيلهم في الجيش العراقي وهي 23 بالمئة. وقال طيفور ان "الأكراد سوف يخسرون الكثير اذا لم يحدث هذا"، مضيفا "انهم وضعوا في الوراء في معظم المؤسسات الحكومية".
وذكرت الصحيفة انه "طبقا لاتفاقية وقعت في اعقاب انهيار نظام صدام، يجب ان يحصل الأكراد على تمثيل بنسبة 23 بالمئة في الجيش والمناصب الحكومية المهمة الاخرى". وتابعت الصحيفة قائلة ان "نوابا أكرادا في البرلمان العراقي يقولون ان الأكراد حاليا يشكلون أدنى من 4 بالمئة من الجيش العراقي، وان هذا الامر حدث بعد أن أصبح المالكي رئيسا للوزراء للمرة الثانية".
من جانبه قال شوان محمد طه، عضو لجنة الامن والدفاع في البرلمان العراقي وعضو التحالف الكردستاني، ان "الاجهزة الامنية يسيطر عليها مكتب المالكي واصبحت مثل مجلس آخر للوزراء". وأضاف أن "مسألة الجيش العراقي انتهت بالنسبة للأكراد ولا تحتاج الى مزيد من النقاش"، واوضح ان ذلك "بسبب ان الجيش كله، والسلطات الامنية والاستخبارية، في البر والجو، يسيطر عليها المالكي. والمسؤولون الأكراد فيها هناك فقط للمشاهدة".
وقال طه انهم اثاروا هذه المسألة مع الجيش في العام 2006، عندما كان الوجود الكردي في ذلك الوقت 6 بالمئة فقط. واستدرك "الآن يشكل الأكراد نسبة 3 بالمئة فقط من الجيش العراقي. فمن 15 فرقة عسكرية، هناك اثنان فقط قادتها أكراد وهؤلاء القادة لا سلطة لديهم. وفي العامين الماضيين، منحت 13 رتبة فريق الى الجيش العراقي، ليس فيها واحدة منحت لكردي".
وأكد حسن جهاد، النائب عن حزب الاتحاد الوطني بزعامة جلال الطالباني والعضو في لجنة الامن والدفاع في البرلمان العراقي، غياب الأكراد عن المناصب العسكرية الرئيسة بأنه أمر "ينذر" بالخطر. وقال انه أعد قائمة بكل المسؤولين الأكراد الذين تم عزلهم والذين حرموا من الترقيات كي يواجه بها المالكي في اجتماع لجنته المقبل مع رئيس الوزراء. وصرح بأن "كل هذه المسائل موثقة باحصاءات متينة وسنعلنها". وشدد جهاد ان "وقت الشكوى انتهى، فالأكراد فقدوا السيطرة في الجيش، والحل الوحيد هو مساءلة المالكي علنا في البرلمان".
