العراق تايمز ــ كتب احمد ثجيل المذكور: سابدأ بكتابة مقالي هذا بكلمات شائعة (العلم نور والجهل ظلام) لعل القارئ سيظن ان هذا المقال هو عن الواقع التعليمي في العراق ومستوى الانحدار فيه . ساجعل كلماتي تطرق بابا غير الباب الذي ظننت ايها المتلقي الكريم ساتكلم اليوم عن الجهل السياسي وماوصل اليه حال البلاد بسبب الساسة الجهال . ربما كان من الأجدر ان يكون العنوان (فايروس اللاوطنية) الذي يعاني منه العراقيون منذ زمن. فيروسات الأنفلونزا او غيرها من التي تصيب الناس لفترة وجيزة وقد تختفي ويبرأ منها الفرد بتناوله بعض المضادات.. أما هذا الفايروس فالكل مشغول عنه وأحيانا يلعنه لكنه يساهم بانتشاره ومقاومته لكل المضادات الحيوية والغير حيوية التي يقترحها بعض أطباء السياسة!. خلال متابعتي للشأن السياسي العراقي اكتشفت اننا العراقيون اكثر الشعوب جهلاً بالسياسة على الرغم ما اننا نستخدم السياسة اكثر من الطعام وعلى هذا الاساس اسندت المقولة (مااجتمع عراقيين اثنين الا وكان ثالثهم الحديث السياسي) وعلى الرغم من كثرتها في حياتنا اليومية لكننا للاسف لانملك سياسيين حقيقين في قيادة البلد (البرلمان) فكثير ما يحتد الجدال العقيم المتشنج داخل اروقة البرلمان يصل أحيانا للقطيعة اذا كان المتحاوران أكثر تحضرا من الذين يعجزون عن استخدام لسانهم فيلجئون للأيدي أو (القنادر) ! حاشاكم.. حتى لو كنا نحلل ونناقش أمور بديهية من التي تعصف ببلدنا. فلو أن سياسيونا كان ولائهم وحبهم الأول للعراق وهدفهم الأول هو إنقاذه وإنقاذ الشعب من محنة الفساد والخدمات الكارثية. إنقاذه من الإرهابيين والدخلاء ممن لا هم له غير إضعافنا وإذلال شعبنا. لما جف دجلة بغفلة منا، ولما تواصل موكب الشهداء والضحايا يتقاطر يوميا، ولما انطفأت مصابيحنا وادلهمت نفوسنا بظلام دامس نعاني منه منذ عقود. بل لعملت لنا الدول المجاورة وغيرها حتى أمريكا ألف حساب. فابسط الشعوب (سياسيا) وأصغرها حجما وثقافة رأيناهم يقفون صفا واحدا مؤجلين كل خلافاتهم الحزبية والطائفية والعشائرية، لاغين كل ولاءاتهم الإقليمية والدولية لمواجهة أي ظرف صعب أو كارثة تهدد بلدهم او شعبهم، على الأقل لحين حل الأزمة، ربما يعود بعدها كل حزب معارض لشعاراته وكل فرد لطائفته. هكذا اليوم شعب العراق يعاني وقد أصابه الإحباط ممن انتخبهم بالأمس فدجلة يعاني العطش والفرات يصرخ جفافا، والكهرباء (ظلمة ودليلها الله) بالرغم من المليارات التي خصصت لها. واخيرا نداء الى كل السياسيين العراقيين (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) الله الله بالعراق .