العراق تايمز ــ كتب اسماعيل مصبح الوائلي: سماحة المرجع السستاني اعيد نشر هذه الرسائل بسبب رفعها من المواقع التي نشرت من خلالها وايضا للاهمية، وكما وعدتك في رسالتي الثالثة من كتابي المفتوح معك بتزويدك ببعض حقائق تنصيب المرجعية العليا للشيعة وآلية اختيارها ومفاتيح التحكم برجال الدين التابعين لها، وسأفي بما وعدتك.
وسأبدأ باستعراض بعض ما جاء في مصادر شيعية موثوقة ومعتبرة:
جاء في كتاب (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) للمحقق الشيخ أغا بزرك الطهراني، (وهو من كبار علماء الشيعة)، وكتاب (شيعة العراق) لإسحاق نقاش، و(الطائفية السياسية في الوطن العربي، شيعة العراق نموذجاً) لفرهاد ابراهيم، ومصادر أخرى كثيرة ستجدها في كتابي المفتوح معك موضوع عن (خيرية أوذة)، وتذكر هذه المصادر عدة نقولات عن ماهية هذه الخيرية، منها: ان الهند في القرن الثامن عشر الميلادي عندما كانت تحت الاحتلال البريطاني، كانت مقسمة إلى ممالك وإمارات إحداها مملكة أوذة (أوذة) وهي مملكة شيعية تأسست سنة 1720 للميلاد ودامت هذه المملكة 150 عاماً، وكانت عاصمتها في لكهنو، كما جاء في كتاب (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) للشيخ أغا بزرك الطهراني، وقد أوقفت ـ حسب ادعائهم ـ بعض أميرات هذه المملكة أموالاً طائلة تذهب فوائدها إلى المرجع الأعلى في النجف الأشرف أو كربلاء حسب تواجده ـ علما أنه لم يكن متعارفا في ذلك الحين لقب المرجع الأعلى على الإطلاق وجاء لقب المرجع الأعلى بوقف خيرية أوذه فقط وفقط ـ وهناك رواية بريطانية أخرى تذكر ان بريطانيا احتاجت إلى مبالغ لتغطية نفقات حروبها فاقترضت المبلغ المذكور من هذه المملكة، وقد اشترط الملك [(في ذلك الوقت) في حينه] ان تذهب فوائد المبلغ إلى المرجعية في العراق، ونظراً لكون هذه المملكة محتلة من قبل البريطانيين فقد كانت القنصلية البريطانية في بغداد هي التي تشرف على توزيع هذه الأموال، [(وبات)وصار] توزيع الأموال حسب ما تراه القنصلية متوافقاً مع مصالحها، واستمر توزيع الأموال لحوالي قرنين من الزمن.
سماحة المرجع السستاني وقبل الدخول في تفاصيل الخيرية نؤكد ان هاتين الحكايتين ـ الإنكليزية والحوزوية حول شروط الوقفية ـ غير قابلة للتصديق، وسوف نرى ذلك بوضوح، ويساندني بالرأي مصدر لا تستطيعون رده من أصحاب الشأن فقد تمَّ توزيع الأموال بشكل واسع وممنهج، ولكن يوجد هناك من رفض تسلُّم هذه الأموال منهم السيد إسماعيل الصدر الكبير جد أسرة آل الصدر، والشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء، والشيخ مرتضى الأنصاري الذي لم يكتف بعدم تسلُّم الأموال وإنما أبدى شكوكه بمصدر الأموال والأهداف من وراءها. وهنا أورد نصاً بقلم سبط الشيخ الأنصاري: من جملة المبالغ التي وصلته عند رئاسته هي (أموال الهند). في ذلك الحين قالوا للشيخ ان امرأة مسلمة شيعية المذهب تملك مبالغ ضخمة وليس لها وارث أودعت جميع نقودها في إحدى مصارف الإنكليز في لندن، وأوصت بأن تُعطى فوائد هذه المبالغ إلى مرجع تقليد الشيعة ليوزعها بين طلبة النجف وكربلاء ويأخذ سبعمائة تومان له. هذه المبالغ كانت تُسَلَّم بواسطة القنصل الإنكليزي في بغداد ـ بدون أي ضجة وبصورة غير مباشرة ـ ولما كان الشيخ لا يعرف المسلِّم الأصلي للنقود طلب من وكيله في بغداد الحاج محمد صالح كبة استلام المبلغ واستخراج السبعمائة تومان المخصصة له وتوزيعها بين طلبة مدينة الكاظمين الذين لم تشملهم حصة من المبلغ الأصلي، وتقبَّل الشيخ الحقوق مرة ثانية، ولكن لم يسمح لوكيله في بغداد الحاج محمد صالح كبة باستلام المبلغ في المرة الثالثة، وقال لبعض أصحابه : إني أشم رائحة سياسة الأجنبي في هذا المبلغ. ولآخر عمره امتنع عن استلام هذا المبلغ.
بقلم محمود سبط الشيخ الانصاري. مجلة الفكر الإسلامي. التي يصدرها مجمع الفكر الإسلامي، العدد السابع، السنة الثانية، رجب ـ رمضان. 1415 هجري، ص 22ـ23. المدير المسؤول عن المجلة الشيخ محسن الآراكي، رئيس التحرير محمود البستاني، مدير التحرير منذر الحكيم. عدد خاص بالشيخ الأنصاري)).
لاحظ سماحتك مدى سذاجة الطريقة التي استخدموها لكي يدخلوا إلى المرجعية ويتحكمون بها، ولكن الشيخ الأنصاري لم تنطل عليه الخدعة.
سماحة المرجع السستاني قد تسأل : إن الإنكليز لم يطلبوا منه شيئاً فكيف سيتحكمون بالمرجعية بعد ذلك؟ فأجيبك من كتاب الصدر ممهدا: إذا استلم أحد المراجع الأموال فسوف يقوم بكسب المؤيدين داخل الحوزة وخارجها، فإذا كان هذا الرجل داخلا في اللعبة فسوف يستطيع أخيراً الهيمنة على المرجعية بمرور الزمن (كما حصل مع مرجعية الشيخ الخوئي ومع مرجعيتكم بواسطة ولدكم محمد رضا) ولكن إذا استلم الأموال ثم امتنع من طاعة الأوامر البريطانية فسوف تحصل له مشكلة داخل الحوزة فان رجال الدين الذين استلموا الرواتب منه سوف يتساءلون عن سبب الانقطاع وما أسرع ما ينفضون عنه، أضف إلى ذلك ان سياسة البريطانيين واحدة عبر التاريخ فانه يجرب كل الوسائل المتاحة وأقربها الإغراء بالمال. وسأطلع سماحتك على تفاصيل توزيع الأموال والأسماء الكبيرة التي كانت تستلم الأموال من شخصيات دينية وغيرها في كتابي المفتوح معكم وبعدة لغات كما وعدتك.
سماحة المرجع السستاني هل قرأت كتاب الخطاب الآخر للسيد احمد البغدادي، فإذا لم تقرأه سوف اذكر بعض ما يخص موضوع بحثنا.
يذكر السيد احمد البغدادي ـ أحد علماء الدين العراقيين في النجف ـ في كتابه (الخطاب الآخر) : ان المشرف على توزيع أموال خيرية أوذه كان مسؤول (علماء الحفيز) هو السيد محمود آغا الهندي، وقد جاء إلى جده المجاهد السيد الحسني البغدادي وعرض عليه مبلغاً شهرياً من واردات الخيرية فرفض، وعندما نشبت ثورة العشرين هرب محمود آغا الهندي واستلم إدارة الخيرية من بعده صهره أبو القاسم الخوئي، ومنذ ذلك التاريخ اختفى تماماً أي ذكر لخيرية أوذه، ثم عادت بعد ذلك للظهور باسم مؤسسة الإمام الخوئي في لندن.
سماحة المرجع السستاني اسأل عن دور (الخوجة) في إدارة شؤون هذه المؤسسة، وهم مجموعة من التجار الهنود والباكستانيين. ومن يطلع على النظام الداخلي للمؤسسة يجد ان من ضمن مهام اللجنة المركزية لمؤسسة الخوئي الخيرية تحديد المرجع الأعلى للشيعة، مع العلم ان هذه اللجنة ليس فيها عالم واحد وإنما بعض رجال دين متدني المستوى، وتجار من إيران وباكستان والكويت والهند، وسأذكر لسماحتك أسماؤهم ومن المؤكد أنك تعرف بعضهم والبعض الآخر يعرفهم ولدكم محمد رضا:
1 ــ محمد تقي الخوئي / الأمين العام.
2 ــ عبد المجيد الخوئي / نائب الأمين العام.
3 ــ فاضل الميلاني. يرتدي عمامة مجهول الهوية.
4 ــ محمد علي الشهرستاني. غني عن التعريف فهو قريب صهركم.
5 ــ محمد الموسوي. معمم لا يفقه العلوم الدينية.
6 ــ فاضل السهلاني. من أهالي البصرة ويرتدي عمامة صغيرة.
7 ــ كاظم عبد الحسين. رجل اعمال كويتي من أقطاب حزب الدعوة لا يجيد القراءة والكتابة.
8 ــ يوسف علي نفسي. رجل اعمال باكستاني.
9 ــ محسن علي نجفي. هندي مجهول النسب.
فبعد موت الشيخ أبو القاسم الخوئي ـ بعد عمر تجاوز التسعون عاما وضعف جسده بسبب الأمراض العديدة التي أصابته كالضغط والسكري والقلب والنقرص والذي يصيب من يفرط بأكل اللحم، ويطلق عليه عرفا داء الملوك والشلل في أيامه الأخيرة مع العلم انه لم يترك التدخين لآخر يوم في حياته) حيث كان يدخن ثلاث علب دخان من نوع روثمن.
وفي السياق فقد نصحت سماحتك في إحدى الرسائل التي لم تصلك بسبب ولدكم محمد رضا بترك التدخين فانت أيضا تفرطون بالتدخين وهو مضر بالصحة كما تعرفون ونحن نخاف على صحتك لأن مؤسسة الخوئي الخيرية اختارتك مرجعا أعلى للشيعة كما سنوضح في رسالتنا القادمة، بالأدلة والوثائق طبعا.
وأحيطك علما، ان مؤسسة الخوئي الخيرية كانت فاتحت السيد السبزواري(قدس سره الشريف) بأن يتم أختيار المرجع الأعلى من بعد وفاته وفقا للضوابط والتعليمات المعتمدة لديها، إلا أن هذا العالم الرباني التقي، حامل لواء وأخلاق أهل البيت (عليهم السلام) رفض تلك الإشتراطات ولكونه يعرف تماما حقيقة هذه المؤسسة وخبثها.
سماحة المرجع السستاني وبعد رفض السبزواري (قدس سره الشريف) تم الاتفاق مع السيد الكلبايكاني بانتخابه المرجع الأعلى وحسب الضوابط والتعليمات لمؤسسة الخوئي وبعد موت الكلبايكاني تم اختيارك للمرجعية العليا للشيعة من قبل مؤسسة الخوئي الخيرية بعد أن وافقتم على ضوابط واشتراطات وتعليمات مؤسسة الخوئي، واخترتم مباشرة رجل الدين اللبناني محمد مهدي شمس الدين ليكون ممثلكم في الخارج.
سماحة المرجع هل تعلم ان مؤسسة الخوئي الخيرية قامت بتشييد العشرات من المراكز العلمية والمستشفيات في إيران منها مدينة علم باسم الخوئي تحتوي على مدارس وبيوت فارهة للطلبة تجاوزت تكلفتها المليار دولار في الثمانينيات من القرن الماضي، واخرى باسم ولدكم محمد رضا في مدينة قم وبمواصفات أعلى من مدينة الخوئي، وقد تجاوزت تكلفتها ثلاثة مليارات دولار تم من خلالها شراء ذمم آلاف الطلبة الإيرانيين ليعلنوا الطاعة والولاء لمرجعيتكم المزيفة، فضلا عن بناء مستشفى حديث في قرية خوء مسقط رأس الخوئي شمال إيران تجاوزت تكلفة بنائها وتأثيثها وتزويدها بأحدث الأجهزة الطبية الخمسون مليون دولار مع العلم أنها بنيت في قرية صغيرة، وبنايات عملاقة في لندن ونيويورك وواشنطن ومدرسة علوم دينية في باكستان كلفت 90 مليون دولار قبل ثمانية عشر عاما، و[(هناك فنادق خمسة نجوم وبنايات ومشاريع استثمارية ومدارس دينية أخرى في كندا وأندونيسيا وماليزيا، فهل تقبل سماحة المرجع بان يكون نصيب العراق من هذه الأموال صفر، وقد بينت تفاصيل ذلك في كتابي المفتوح لكم.
وبهذه المناسبة أحب ان تستفسروا من ولدكم محمد رضا عن الجهة التي تشرف على العمل الحقيقي وإدارة مؤسسة الخوئي الخيرية؟ ولماذا تم اختيار لندن لتكون مقرا رئيسيا لهذه المؤسسة؟ ولماذا كل اعضاء الهيئة المركزية للمؤسسة بريطانيين الجنسية؟ بالتأكيد فإن المبالغ التي تجاوزت الخمسمائة مليار دولار وضعت في مصارف بريطانيا وأمريكا وغيرها في أوروبا، فما هو يا ترى عدد الصواريخ التي أطلقت ولاتزال تطلق كل يوم على البلدان الإسلامية التي صُنِعت بأموال المؤسسة؟، لأن وجودها في المصارف ليس للخزن بل للتمويل والاقتراض حسب النظام العالمي. وما هي العلاقة الغامضة التي تجعل هذه المؤسسة تدعم حزب الدعوة المنشق من حزب الإخوان المسلمين؟ وقبل ان نصل إلى نهاية الرسالة الرابعة هناك فقرة في النظام الداخلي لمؤسسة الخوئي الخيرية التي اختارتك مرجعا أعلى للشيعة، تقول: في حال وجود خلاف بين أعضاء المؤسسة يرجع القرار الأخير للواقف، فمن هو هذا الواقف الذي بيده حسم نقاط الخلاف؟ وما هو السر في عدم البوح بشخصيته؟.
وللعلم فهذا الأمر بجملته هو من أهم أسباب معركتي مع البريطانيين في الكويت والتي سأذكر تفاصيلها لكم في رسائلي القادمة مع الوثائق والأدلة القانونية والشرعية والعقلية والمنطقية إذا بقيت الحياة.
علما ان رسالتي الخامسة لسماحتك والتي تحتوي على وثيقة تنصيبك من قبل مجموعة قردة سيكون عنوانها (ردها ان استطعت).
اللهم أني قد بلغت، اللهم أني قد بلغت، اللهم أني قد بلغت، اللهم فأشهد
ان أريد إلا الإصلاح وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
وان عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا
١٣ / ٦ / ٢٠١١
اسماعيل مصبح الوائلي