الكثير منا يتسائل ماذا لو إستجبنا لمطلب علاوي بإستبدال رئيس الوزراء؟
وماذا لو بقي العبادي في رئاسة الحكومة لثلاث سنوات؟
نبدأ من القيادة ومفهومها، مع ان هناك اكثر من تعريف للقيادة، إلا إنني استخدم الاكثر شيوعاً.
القيادة هي قدرة التأثير على مجموعة من الأفراد على نحو يدفعهم إلى التعاون الإختياري بمحض إرادتهم لتحقيق أهداف المنظمة. فالقيادة بهذا المفهوم علاقة إنسانية إجتماعية إيجابية هادفة تقوم على القناعات والخيارات الطوعية لأفراد المنظمة، وثقتهم اللامحدودة في القدرات الفعلية لشخصية القائد.
شخصية حيدر العبادي تتأثر ولاتؤثر، فهو يفتقر لشخصية القائد. كلنا تفائلنا بإستلام العبادي رئاسة الوزراء، لكن سرعان ما بانت علينا ملامح الخيبة وإدراكنا انه غير قادر على ادارة الدولة، وهذا الادراك لم يأتي من فراغ. إن منح العبادي فرصة اخرى امر خطير جدا، وذلك بسبب الاوضاع التي يمر بها العراق حيث لاوقت لدينا لنضيعه على الفرص مع احتمالية نجاحها الضئيل جدا، فالوقت الان وقت تدارك الازمات وليس منح الفرص، واما المظاهرات فمن الضروري احتوائها والنظر بجدية لمطالب الجماهير، واهمالها يسبب حالة من الغضب الشعبي.
لنقرأ معاً تصريحات العبادي الأخيرة حينما قال بأن مقربون قد يقومون بالإنقلاب عليّ وعزلي من منصبي، تصريحات ناتجة من ضعف السيطرة الذي ربما يؤدي الى فقدانها ومن ثم فلتان وصراع على السلطة ينعكس على الوضع العام بما لايحمد عقباه.
" من الصعب على بيضة ما ان تتحول الى طائر..! وسيكون مشهداً سخيفا إذا ما تخيلتها تطير وهي مازالت بيضه...! نحن أيضاً مثل هذه البيضة في الوقت الحاضر ولا نستطيع ان نستمر على هذا الشكل فعلينا اما ان تفقس البيضه او تفسد للأبد" (سي. اس. لويس)
دعوة علاوي جاءت بالوقت المناسب، إلا إن المصالح السياسية تَحول دون تنفيذها، والسبب في ذلك هو الفساد نفسه والتستر عليه، هذه الدعوه هوجمت كثيرا، إلا انها حكيمة جدا فلا يمكن ان نضع العراق لمرحلة ثلاث سنوات قادمة على هاذه الشاكلة، ان شبهات الفساد وبصراحة تحوم حول متنفذين في أحزاب دينيه ولنكون أكثر وضوحا فللمالكي الحصة الأكبر، وأن سبب تعثر العبادي هو المالكي وحاشيته والجميع هم من رحم حزب الدعوة الذي يُتهم بالفساد في فترات توليه السلطه، ويَعتبر قادة الدعوه في هذه المرحله ان العبادي صمام أمان لهم ليضعوه تحت ضغط حرج وسيخرجوه قريبا بانفسهم.
كلنا نعلم مدى اشتياق المالكي للسلطة والفرصة ثمينة لاتعوض هذه المره فكيف يرفض دعوة علاوي ان لم يكن له مصلحة في بقاء العبادي ليتستر على ماضيه، ورفض دولة القانون جاء مخالفا لما اعلنته منذ تولي العبادي السلطه.
التخوف الشيعي من خسارة منصب رئاسة الوزراء دفعهم لأبقاء العبادي على سدة الحكم التي من المرجح ان تنهار قريبا.
الفساد الحكومي بئر كبير، العبادي بدأ من القاع وبقي فيه وهذا سبب فشله، اوضاع البلد مترديه الأمن، الصحة، الهجرة والنزوح، الوضع الاقتصادي وغيرها، كل هذه الامور بحاجة الى شخصية قيادية قادرة على ادارتها لذلك جاءت دعوة علاوي سليمة جدا، وبرأيي فأن بقاء العبادي في منصبه مسألة وقت لا أكثر، "والوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك". ان لم يكن على أيدي المتظاهرين سيتم إزاحته بواسطة حزب الدعوه بعد الإطمئنان على مايسمى برموز حزب الدعوه.
مقالات اخرى للكاتب