في بعض الاحيان وسائل الاعلام المعادية يكون لها دور ايجابي في معرفة سلبيات من تخضع لهم ، خذوا مثلا الـ بي بي سي البريطانية ، وفي معرض تعليقها على حادثة منى ذكرت ردود افعال الصحافة العربية حول الحادثة فذكرت ما نشرت الصحافة السعودية 80% من التقرير لانه تبرير ، والصحافة الحيادية 19% من التقرير والصحافة الناقمة على السعودية 1% وبمقدار نصف سطر هو ماخوذ من جريدة سورية فقط ، وبفضل تسليط الضوء على الصحافة السعودية في تبرير هذه الحادثة وجدت لها الحق في تبريرها!!!! .
جريدة الوطن كتبت عن الحادثة في افتتاحيتها "هذه الأخطاء التي تقع تتم الاستفادة منها لمعالجة أوجه القصور في السيطرة على الحشود"، اذن تتعلم السعودية من قتل اكثر من سبعمائة حاج درس في الموسم القادم ، ولماذا لم تتعلموا درس في موسم 2006 ؟ وقبله حادثة اختناق نفق المعتصم ، كلها بنفس الطريقة ونفس السبب.
انا امنحكم الحق في الاستخفاف بارواح الحجاج فانكم قتلتم وساعدتم الارهاب على قتل الالاف بل تدمير البلدان سوريا ، اليمن ، البحرين ، افغانستان، العراق ، وبلدان اخرى ، فماذا يعني موت سبعمائة حاج امام هذه الالوف التي قتلتموهم وبدم بارد؟ ، ضج العالم ليبرر للسعودية قتل سبعمائة حاج ، واخفوا رؤوسهم في قاعدة الحمام امام قتل اكثر من 1700 شهيد في قاعدة سبايكر ، والحادثة تاخذ طريقها الى طي النسيان ، وهذه المجزرة واحدة من عشرات المجازر التي ارتكبتها الوهابية.
هل تتوقعون ان تعترف السعودية بفشلها او حتى تامرها في التعمد بل والتخطيط المسبق لهذه الماساة على ان تكون نقطة الصفر مع قدوم موكب ابن مجرم ال سعود في نفس المكان؟.
في العراق العتبات المقدسة تعمل وبشكل مكثف في احتواء أي خطا من هذا القبيل ولهذا تجدها دائما تعمل على التوسعة لان الزائرين للعتبات اضعاف ما يزورون مكة ولله الحمد لا يحصل لنا ما حصل لكم باستثناء التفجيرات التي تمولها السعودية .
كم انت وضيعة يا بي بي سي في تغطية الاخبار وحتى تثبتين حياديتك تنقلين خبر مبتور يدين السعودية لا يتجاوز نصف سطر ، ولا اعلم هل ان الاعلام لا يعلم ان الحقيقة ستبقى كما هي مهما عبثوا بها ؟ وقبلكم من عبث بالتاريخ سرعان ما انفضح عبثهم وبدات الحقائق تتضح للجميع.
اما جريدة الشرق الاوسط فكان جل اهتمامها انتقاد من انتقد وادان اسيادهم بسبب هذه المجزرة ، لان تبرير هذه المجزرة اصلا لم تقتنع به جريدة الشرق الاوسط ولانها امعة لال سعود فلابد لها من ايجاد مخرج لهذه الحادثة فما كان منها الا التهجم على كل من حمّل ال سعود المجزرة واول من اصابته اقلامهم المسمومة طبعا ومن غير تفكير هي ايران .
في بعض الاحيان يكون المعيار لصدق الخبر او تكذيبه هو سياسة الدولة او وسيلة الاعلام فالتي اعمالها الارهابية تطفو على سطح المحيطات لايمكن لا لعاقل او جاهل ان يصدق بهم حتى وان صدقوا فالكذب هو غطاء الارهابيين.
مقالات اخرى للكاتب