أمس دخلت للسوپر ماركت أشتري كيك العيد. إجت عجوز عمرها اثنين وسبعين سنة وطولها ميّة وخمسة وستين سنتمتر. شافتني صافن. سألتني انت بخير؟ جاوبتها نعم بخير. وطفرت دمعة من عيني بصورة لا إراديّة. ما أعرف ليش، يمكن لأن عمرها بعمر أمي وطولها بطول أمي.
العجوز من شافت دموعي، تأثّرتْ خطيّة، حطّت إيدها على چتفي وگالت شْبيك احبيّب؟ گلتلها ما بيّ شي، بس تذكّرت كليچة أمّي. وحطّيت راسي على صدرها وطگّيتها بَچْيَه. گالت الدنيا حلوة يا وليدي، عيشها بلايه حزن. ما جاوبتها. هزّتْ كتفي محاولةً إخراجي من نوبة الحزن التي كادت تُسكت قلبي، ولكن بلا جدوى، فقد انفلت لسان الحنين. تذكّرت أمّي وهي تخرج صينيّة الكليچة من الفرن وجبينها يتصبّب عرقاً، بينما نتحلّق حولها صغاراً بانتظار صافرة البداية. كنّا نتسابق أيّنا يحوز أكثر من قطع الكليچة الساخنة. وكانت أمّي تردّد: يواش يواش.. الخير زايد.
بكيتُ على صدر المرأة الغريبة حتى ابتلّ ثوبها. انتبهتُ وإذا بالموظفين يمسكون بي ويحاولون إنقاذها منّي قبل أن تتهشّم أضلاعها بين يدي. كفكفتُ دموعي واعتذرت للجميع وخرجت. وصلت الى الدار بلا كيك. حضّرت الطاوة وقلت في سرّي ماكو غير المخلمة تنسّيني اللي صار. ثرمت راسين بصل وأربع حبّات طماطة ودرت زيت بالطاوة. إندگ الباب. فتحتُه، واذا بجارتي كاترين. كانت بهيّةً تشبه العيد أيّام زمان. لابسة تنّورة جلد قصيرة، أقصر من فرحة العراقيين بعيدهم هذا، وقميص أبيض ضيّق، انفلت زرّه العلوي ليكشف عن قلادة ناعمة. گالت جوعانة ودخلت وراي للمطبخ. انا حطّيت البصل والطماطة واللحم المثروم بالطاوة. حمستهن وطگّيت عليهن أربع بيضات مع رشّة ملح وخفّفت النار. باوعت على كاترين، بهتت روحي. ما تحمّلت، درت وجهي وباوعت على المخلمة، ضربت صفنة طويــــلة كما فعلت أمام الكيك قبل قليل. قالت كاترين: شْبيك احبيّب؟ گلتلها ما بيّ شي، بس تذكّرت مخلمة أمي. وحطّيت راسي على صدرها وطگّيتها بَچْيَه..........
#حياتيش