الفلسفة هي حب الحكمه او طلب المعرفة وانما الغاية الاصلية منها معرفة سبل الحياة عن طريق معرفة الحياة نفسها وهذا يأتي من التعلم وطلب المعرفة لذا نجد ان كل الانبياء فلاسفة في جوهرهم لانهم يبينون للناس سبل التعايش ومعرفتها بطريقة سهلة للتألف فيما بينهم ثم الارتقاء بهم .
عرفت الحكمة في بلاد الشرق منذ قديم الزمان غير أنها تكاملت بشكل فلسفة شاملة في بلاد اليونان ونضجت على يد عدد من كبار فلاسفتهم خلال مئات السنين وكان للعراق الفضل الأكبر في نشؤ الفلسفة , ففية اشرقت الحكمة لأول مرة منذ القرن الثامن قبل الميلاد اي قبل ظهور الفلسفة اليونانية بزمن طويل وذلك على يد ( أحقيار ) الذي كان مستشاراً للملك ( سرجون الثاني ) (722-705 ق.م ) ملك اشور وقد عرف احقيار الفلسفة بأنها ( معرفة الحياة ) وكانت فلسفتة تقوم على الاخلاق والتربية الصالحة والتي أثرت تأثيرا عميقا في بعض أسفار العهد القديم ( التوراة) التي كتبت بعدها كما ترجمت هذا الفلسفة الى اليونانية واستمد فلاسفة اليونان أفكارهم منها وقد ذكرها ( بوسيدونبوس) الذي عاش في القرن الثاني قبل الميلاد .
ان تقدم الفلسفة عنده شعب من الشعوب هو دليل على نضوج عقلي لانها تدعو الى التفكير في كل ما يتعلق بالحياة فهي (معرفة الحياة) كما يقول الفيلسوف العراقي القديم أحقيار وهي (معرفة النفس) كما يقول سقراط وهي (رئاسة جميع العلوم) كما يقول افلاطون وهي (الفضيلة الكاملة) كما يقول ارسطو , فهو يعلل ذلك بانه تعتبر الفلسفة فعل نزيه حر يقوم به العقل دون إن يرمي من روائه إلى مصلحة نفعية ويقال إذا كانت اللذة زائلة , والامجاد عابرة , والثروة مهددة بالضياع , الشهرة متوقفة على الاخرين فان الحكمة هي الفضيلة الباقية الكاملة التي ترتقي بالوجود البشري .
الفلسفة هي دراسة الوجود بواسطة العقل لا تعتمد على ايمان مسبق والكلمة من اصل يوناني معناها حب الحكمة , والفيلسوف هو المحب للحكمة ويذكر ان فيثاغورس هو الذي وضع لفظ (فلسفة) عندما قال " انا لست حكيماً فان الحكمة لا تضاف لغير الالهة وما انا الا فيلسوف اي محب للحكمة " وقد عرف افلاطون الفلسفة بانها (معرفة الحقيقة بصورة مطلقة).
اذا ان الفلسفة هي العلم بذاته مادام في أعماقه ينادي للعلم وعدم معرفتة يعني استئصال جزء كبير من دراية حياتية وصعب إن تجد صورة بلا اطار او إطار بلا صورة لانه سوف يفقد ايصال الفكرة للمعرفة بهِ وكذلك الفلسفة عدم معرفتها يعني عدم معرفة مدلول الحياة اصلاً.
ومدلول الفلسفة بشكل العام يشير إلى نشاط الإنسان بممارسة نظرية او عملية عرفت بشكل او اخر في مختلف المجتمعات والثقافات البشرية منذ اقدم العصور , ولمناقشة الفلسفة التي تقضي لإثبات صحة الفكرة عن طريق البرهنة عليها أو نقض صحة الفكرة ببرهان يثبت بطلان الفكرة , وهذا اقصى درجات ادراك المعرفة والحكمة منه , واستئصالها من الممارسات اليومية يعني الجهل لانه لطالما كان الجهل عدو الانسان والانسانية الاول , لان المعرفة تطرد الجهل المتمركز حول الدين او الانتماء بشكله السيئ وقتل الخزعبلات , بذلك اعادة الفلسفة فيه يعني إعادة الحياة بشكله المثالي لأننا منذ فترة طويلة توقفنا عن السؤال يعني توقفنا عن الشك يعني اختفاء الفلسفة مع كل اجزائه بذلك يعني الجهل اذا يعني الظلام والموت من داخل الحياة الى خارجها .
هناك ثقافات واتجاهات اخرى ترى الفلسفة بأنها دراسة الفن والعلوم , فتكون نظرية عامة ودليل حياة شاملة وبهذا الفهم تصبح الفلسفة مهتمة بتحديد طريقة الحياة المثالية وليست محاولة لفهم الحياة , في حين يعتبر المنحى التحليلي الفلسفة شيئاً عمليا ً تجب ممارستة تعتبرها اتجاهات اخرى اساس المعرفة الذي يجب إتقانه وفهمه جيداً.
ان الفلسفة في ايدلوجية الدماغ كالحقل وكل فكرة نفكر فيها لفترة طويلة هي بمثابة عملية الري وهذا بالمقابل ينتج لنا استطلاعات جديدة لفهم الغاية الاصلية من الحياة والذي بدوره يقودنا الى الانسانية بشكله المثالي .
ومن فوائد الفلسفة نشر روح العلم والتحري عن الحقيقة اينما كانت والدعوة الى عدم التسليم بشيء ما الابعد قناعة عقلية للتخلص من الغيبيات والاوهام والتأثر بالخرافات , والفلسفة سمو لان فيها محاولة فهم الاشياء ولذلك كانت الفلسفة من اسباب السعادة وكم كانت الفلسفة سبباً في ايضاح حقائق علميه منذ القديم كالقول بكروية الارض التي برهن عليها الفلاسفة القدماء بأدله نظرية كاختلاف منظر السماء ليلاً باختلاف موقع الناظر اليها على الارض , وهكذا فحيثما حلت الفلسفة حل التفكير العلمي الصحيح عند الانسان , لان الغموض والمجازفة وعدم النظر في عواقب الامور ليس من خصائص الشخص المفكر . وحتى الفضيلة والأخلاق , لان الذي يعرف نفسه يعرف حقوقه وواجباته فلا يتجاوز على حقوق الاخرين او يقصر في واجبه لان الذي يفهم حقيقة الاشياء لا يمكن ان يكون انانياً او جشعاً او مكدساً للاموال لان الغرور ليس من صفات من يدعى الحكمة وهذا هو اصل القول ان الفلسفة علم الهي وانما يرتقي بالإنسان إلى صفات الالوهية اي الصفات الفاضلة , ومن اجل ذلك كانت الاخلاق التى تدعو اليها الفلسفة اخلاقاً الهية وكان الفيلسوف اسمى من غيره من الناس .
وبذلك يتضح لنا ان الفلسفة سمو فكري واخلاقي يبتدئ باصلاح النفس وينتهي بتطور العلوم وتقدمها وايجاد حقائق ثابتة فيها , وان الإنسان في بعض لحظات حياته هو فيلسوف فهو يناقش قضاياه ويحاول الوصول الى حلول لها بطريقة ما .
والتراث الاسلامي مليئ بالفلاسفة وكما قلناً آنفا إن ألأنبياء هم أصل الفلاسفة إذ ليس غريبا ان يطلق على افلاطون انه كان نبياً لما قدمه في عصره وماقدم للفلسفة بشكل خاص , إما التراث الإسلامي فمليء بالفلاسفة فيها حتى وان لم يطلق عليهم لقب (فيلسوف) وما قدموه من الحكمة والمعرفة لمجتمعاتهم إن ذاك خير دليل على انهم في اعماقهم فلاسفة ومن هؤلاء بليغ عصره , هارون متجدد للنبي محمد صلى الله عليه واله وسلم وباب علم الرسول هو الإمام علي عليه السلام ولكي ابين لكم كم كان هذا الامام في جوهرة فيلسوفا عظيما وقد ادخل الى الحياة معنىً للحكمة وكيف لا وهو ربيب النبي محمد وأخوه , واقتبس من كلماته كما نقلها لنا الشيخ عبدالواحد الامدي التميمي في كتاب ( غرر الحكم ودرر الكلم ) ويقول فية الامام عليه لسلام ( العلم كنز , العبادة فوز , القناعة عز , الدين حبور , اليقين نور , الإيمان أمان , الكفر خذلان , الرضا غناء , السخط عناء , التوكل كفاية , التوفيق عناية , الإخلاص غاية , الخوف أمان , الوجدان سلوان , الفقر إحزان , الدين رق , الصمت وقار , الهذر عار , العسر لوم , الفكر رشد , الغفلة فقد , الورع اجتناب , الشك ارتياب , الصدق نجاح , الكذب فضاح , العلم عز , العقل قربة , الحمق غربة , الرأي بالفكر , الطمع مضر ... بهذا الكلمات تتعرف على فيلسوف عظيم وكل كلمة تفسر مدلولاً من مدولات الحياة فكثير من الفلاسفة اقتبسوا من هذا الامام فظهر جملة من فلاسفة المسلمين أبتداءً من علماء المعتزلة والشيعة وانتهاءً بعلماء الاشعرية وماتريدية .
ولطالما أعجبني من هؤلاء علماء المعتزلة وذلك لتفضيلهم العقل من اجل الارتقاء وإدراك سبل الحياة ووضعوها في اعظم قانون هو (العقل أولى الادله) لفهم الحياة والدين وعدم والوقوع في مسلمات الجهل الهدامة لمفهوم الحياة .
فروع الفلسفة ...
المنطق: يحاول المنطق أن يحكم على صحة و معقولية الحجج العقلية ، ماذا يجعل الكلام و الاستنتاج منطقيا و كيف أفكر حول قضية معقدة بطريقة نقدية سليمة ؟
إبستمولوجيا: ما هي طبيعة المعرفة ؟ كيف استطعنا ان نحصل على المعرفة التي خبرناها ؟ و ما هي الحدود و مجالات المعرفة الممكنة للإنسان ؟ كيف نستطيع ان نعرف و ان نتأكد من وجود عالم خارجي ؟ كيف يمكننا البرهنة على أجوبة أسئلتنا ؟ و ما هو الجواب الصحيح .
ميتافيزيقيا: ما هي الأشياء الموجودة فعلا ؟ و ما هي طبيعة الموجودات ؟ هل توجد الأشياء حقا بمعزل عن تحسسنا لها ؟ ما هي طبيعة المكان و الزمان ؟ ما هي علاقة العقل بالجسم ؟ و كيف يكون الإنسان إنسانا و كيف يصبح واعيا عاقلا مدركا ؟ هل الله موجود ؟ ما هي طبيعته و صفاته ؟
الأخلاق: هل هناك فرق بين ما هو مقبول أخلاقيا و ما هو خاطيء ؟ ما هي القيم و المثل ؟ و ما هو هذا الفرق إن وجد ؟ ما هي التصرفات الصحيحة و من أين تستمد صحتها ؟ هل هناك من معايير للصحة و القبول الأخلاقي تتمتع بالإطلاق و اللانسبية . أو ان كل شيء بما فيه القيم و الأخلاق أمور نسبية تختلف باختلاف الحضارات و الشعوب ؟ كيف يجب أن نعيش ؟ ما هي السعادة ؟
علم الجمال: ما هو الفن ؟ ما هو الجمال ؟ ما هو معيار الذوق ؟ هل الفن ذو معنى ؟ و ما هو معناه ؟ هل الفن لأجل الفن ؟ كيف نتواصل مع الفن ؟ كيف يؤثر الفن فينا ؟ هل بعض الفنون لاأخلاقية ؟ هل يمكن لبعض الفنون أن تفسد و تخرب المجتمعات ؟
حقول الفلسفة
فلسفة العقل
فلسفة الذكاء الاصطناعي
فلسفة الإدراك الحسي Perception
فلسفة علم النفس
ميتاالفلسفة (فلسفة الفلسفة)
فلسفة السياسة
فلسفة القانون
فلسفة الدين
فلسفة العلوم
فلسفة الرياضيات
فلسفة الفيزياء
فلسفة الكيمياء
فلسفة علم الاحياء
فلسفة العلوم الاجتماعية
فلسفة المجتمع
فلسفة التعليم
فلسفة البيئة
فلسفة التاريخ
فلسفة اللغة