أمور عجيبة و غريبة تحدث في عراق اليوم ( أقصد عراق المالكي ) دون أن تجد لها تفسيرا منطقيا واحدا , والمصيبة الجميع ساكت , ولا أحد ينبس ببنت شفه , على قاعدة ( أنت أس وانا أس ) , أو على طريقة ( صنطة يم حسن صنطة ) , فمثلا لا أحد من المسؤولين في الدولة العراقية يفتح فمه ويسأل حكومة إقليم كردستان عن نفط الإقليم المنتج , وأين يذهب ولماذا لا يسلّم للحكومة الاتحادية ؟ مع العلم أنّ حكومة الإقليم قد استلمت كامل حصتها من الموازنة العامة الحالية ولم تسلّم برميلا واحدا هذا العام للحكومة الاتحادية , فلماذا هذا السكوت من قبل الحكومة ؟ وكم هي خسائر العراق بسبب هذا الامتناع عن تسليم نفط إقليم كردستان المنتج ؟ اسئلة كثيرة لا تجد لها إجابات شافية , وعلمها فقط عند نوري المالكي ومسعود البارزاني والراسخون في اللغف .
قضية اخرى تثير التساؤلات دون ان تجد لها إجابة واحدة مقنعة ومنطقية , وهي موضوع الحسابات الختامية , فالدستور العراقي اشترط في المادة 62 أولا , أن يقدم مجلس الوزراء مشروع قانون الموازنة العامة والحساب الختامي إلى مجلس النواّب لإقراره , فالحساب الختامي بموجب الدستور يجب أن يقدّم مع مشروع الموازنة العامة إلى البرلمان من أجل مناقشته ومعرفة الانجازات الفعلية للموازنة السابقة من أجل إقرار الموازنة الجديدة , وهذا تقليد يجري في كل دول العالم الديمقراطية والتي تحترم دستورها وقوانينها , إلا حكومة العراق التي لا تحترم أي شئ , وبسبب عدم احترام الحكومة للدستور وتواطئ مجلس النواب على هذه المخالفة الدستورية الفاضحة , أصبحت أموال العراقيين تنفق بدون رحمة ودون معرفة أوجه هذا الانفاق .
فالأرقام الخيالية التي تثار حول إنفاق الرئاسات الثلاث تكشف للرأي العام العراقي حجم الهول والكارثة في الاسراف بأموال العراقيين , فهذه الأرقام تثبت أنّ هؤلاء الرؤساء مجرّدين من الشرف والغيرة الوطنية , فلو كانت لهم ذرة واحدة من هذه الغيرة الوطنية لما أسرفوا بهذا الشكل بأموال الشعب التي استأمنهم عليها .
إنّ ما يثار من أرقام حول نفقات الرئاسات الثلاث وخصوصا رئاسة مجلس الوزراء , يضع جميع أبناء الشعب العراقي أمام مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية , وذلك من خلال مطالبة الحكومة العراقية بتقديم الحساب الختامي مع مشروع الموازنة العامة لمجلس النوّاب من أجل معرفة مصير أموال العراقيين وكيف يتمّ إنفاقها من قبل الحكومة ؟ , كما أنّ الحديث المتداول في الإعلام العراقي عن نفقات مكتب رئاسة الوزراء والأمانة العامة لمجلس الوزراء ومكتب القائد العام للقوات المسلحة , اثار حالة من الهلع عند عامة أبناء الشعب لحجم هذا الإنفاق غير المعقول وهذا الإسراف غير المبرر .
فاين هي يا نوري المالكي اخلاق علي عليه السلام الذي كان يلبس اللباس الخشن ويأكل الطعام الجشب , فهل انت على سيرة علي أم على سيرة هارون الرشيد ؟ واين أنت يا نوري المالكي من قول علي عليه السلام ,
علل النفس بالقليل وإلا .......... طلبت منك فوق ما يكفيها