توجهنا ولأول مرة ننوي تنفيذ ركضة طويريج !
وصلنا بعد مبيت يوم بجوار الحر بن عليه الرضوان ،،،
هذا الشخص الذي كان قاب قوسين من الكفر والأيمان ، فهو في اللحظات الأخيرة عرف التوبة أو وفق للتوبة فصار من قاتل للحسين عليه السلام لمقتول بين يدي الحسين عليه السلام ،،،
ليلطخ جبهته وهامته بدمه وفاءا للحسين عليه السلام ،،،
وقد توقدت في قلبي شموع الحزن وسيطر علي رحاب المكان لتخرجني من أجواء الماديات ( تلفوني أتصالاتي والأحاديث العبثية مع أصدقائي) ،،،
توجهنا لكربلاء وفي الأعماق حرقة وزفرة تريد الخروج وتلح على الأضلع بحريتها ،،،
رأيت الجموع تتجه نحو نقطة تعرفها وبيننا وبين صلاة الظهر ساعة تقريبا ، سرنا مع الجموع وهم حجيج يطوفون بكعبة العشق صغارا كبارا كهولا وشبابا والنساء قد أتخذن الحيطان مرصدا والبكاء يعلو بشجن يزيد في قلبي الأسى ،،،
يسيرون جنسيات مختلفة ومتفقة بهمهماتها والدموع وهمس خفي لبيك يا حسين ، وترى الدمعة على خدودهم متالألأة ،،،
وصلنا لمسجد ومنه ننطلق بعد الصلاة ، وعلى مصلاي أستحضر لحظات قتل الحسين عليه السلام والخطيب الذي يقراء المقتل يقترب من تلك اللحظة الصعبة على قلوب المؤمنين وعلا الصراخ والعويل والتوجع فقد قتل الحسين عليه السلام ،،،
اللحظة التي أختلفت ولم أحسها من قبل ،،،
أنتهت الصلاة وصرنا نتجهز وونزع النعل لنركض حفاة الأقدام ،،،
توجها للنقطة الأنطلاق وما رأيته لن أستطيع وصفه وأنا بلحظة الكتابة تغلق الدموع عيني تمنعي الرؤيا ،،،
بحر هادر ومحيط وشلال يفوح من رايات سوداء وخضراء ،،،
تتجه نحو الحسين عليه السلام ،،،
ركبنا موجة الحزن وقد فقدنا الشعور على ماذا نضع قدمينا ماذا نحمل ماذا بجانبك ماذا ماذا…
لا تحس بغير ما يطير له الخيال وهو أنا أتيك سيدي أبا عبد الله ،،،
أنا أسمع صراخك ( ألا من ناصر ينصرنا ) !
نلطم نبكي نتوجع نحترق بمجموعنا والحرارة عكسية بدل أن تنطفئ تتوهج لتبلغ حد الأغماء للبعض ، وكنا متراصين نخاف الوقوع حتى لا يشمت بنا شامت كما حصل في منى خوف التزاحم !!!
الكل يحضن الكل وكل من يهوى ليسقط تهرع الأيادي للنجدته ،،،
حتى وصلنا القبة الشريفة لتلوح لنا من بعيد لم نعد نراها مجرد قباب بل تمثل الحسين عليه السلام وأهل بيته والأصحاب فضج الضاجون وعلا النحيب والتفجع وصرخات يا حسين تملأ المكان ،،،
ولكن كأننا محجوبون من دخول تلك المعركة التي وجدت لها أرواح وأجساد كانت من الأيمان ما يصعب تحصيله ألا بتوفيق عالي وتسديد ،،،
عظم الله تعالى أجوركم ،،،
وأسألكم الدعاء ،،،
مقالات اخرى للكاتب