بغداد – عاد الجدل حول واقع حقوق الإنسان في العراق للتداول مرة أخرى، ولكن هذه المرة من خلال عمليات أعتقال وتعذيب نساء عراقيات، حيث كشف عن قيام قوات أمنية تابعة مباشرة لنوري المالكي بعمليات أعتقال غير قانونية وشرعية لنساء وإخضاعهن لتعذيب في معتقلات وسجون تابعة لقوات أمنية تابعة مباشرة للمالكي. فيما طالبت منظمة مدنية عراقية تعنى بالدفاع عن حقوق الصحافيين بالإفراج الفوري عن صحفية عراقية أعتقلت منذ شباط الماضي تعرضت مؤخرا لتعذيب غير مسبوق.
وجدد النائب عن القائمة العراقية حامد المطلك، الاثنين، اتهامه لعناصر امنية من المسؤولين على السجون بعمليات اغتصاب وتعذيب ضد نساء سجينات، محملاً جلال الطالباني ونوري المالكي وأسامة النجيفي مسؤولية هذه الإنتهاكات الفضيعة. وقال المطلك، في مؤتمر صحفي عقده في مبنى مجلس النواب، إن "هناك تجاوزات ترتكب ضد نساء سجينات منها عمليات اغتصاب وتعذيب"، واصفاً "ما يجري اخزى مما قام به الامريكان في (ابو غريب)".
وأوضح المطلك وهو عضو في لجنة الامن والدفاع النيابية ان "هناك حملة قد تكون تستهدف إعتقال النساء بدلا من ازواجهنّ او اخوانهنّ"، مبيناً أن "التهم التي تعتقل بها النساء تتم بواسطة المخبر السري وتهمة 4 ارهاب".
وأشار المطلك الى ان "12 امراة اعتقلت في منطقة التاجي يوم 3-11 احداهن لها 5 ذكور وبنات ايضاً"، مضيفاً أن "من بين هؤلاء النساء بنتان بعمر 11 عاماً و12 عاماً".
من جانبه طالب مرصد الحريات الصحفية، اليوم الإثنين، بالكشف عن ملابسات اعتقال الصحافية العراقية صباح حسن منذ شباط الماضي، مشيرا الى ان فريق محامين سيتولى الترافع عنها والعمل على تحريرها و"معاقبة" الجناة في قصور صدام الذين "عرضوها لتعذيب" غير مسبوق.
وقال المرصد في بيان صحفي مكتوب وزع اليوم على وسائل الإعلام، وتسلمت وكالة "العراق تايمز" على نسخة منه، انه "يطالب الكشف عن ملابسات اعتقال صحفية منذ العشرين من شباط الماضي أي قبل أكثر من عشرة أشهر كانت تسكن وتعمل في بغداد"، داعيا المالكي إلى توضيح "أسباب نقلها الى تكريت وتعريضها الى تعذيب وحشي في مديرية الجرائم الكبرى التي مقرها القصور الرئاسية والتحقيق مع الضباط الذين عذبوها ومنهم من يحتجز الآن على خلفية هروب سجناء خطرين منذ أسابيع، وكل ذلك على خلفية حوادث ثبت أن لا علاقة لها بها على الإطلاق".
ونقل المرصد عن شذى صلاح إبنة الصحفية صباح حسن، والتي تعمل مع والدتها في صحيفة "الرأي الحر" التي تصدر وتوزع في بغداد ومدن البلاد الأخرى منذ أربع سنوات بصفة مصورة صحفية، قولها "إنها تمتلك تقارير طبية تشير الى نسبة الضرر الجسدي التي تعرضت له والدتها جراء التعذيب الوحشي بالضرب والكي بالسجائر عدا عن تعريتها بالكامل والتنكيل بها ونقلها بالبطانية من قصور صدام الى سجن تكريت وسط المدينة امام انظار المنتسبين"، مؤكدة ان "نسبة الضرر بلغت 85 بالمائة". وأضافت انها "نجحت بمساعدة قائد عمليات تكريت اللواء كريم الخزرجي في نقل والدتها الى بغداد بعد تأكده من براءتها من تهمة لفقت لها وهي في مقر اللواء الخامس من الجيش العراقي المتمركز في حي السيدية في بغداد منتصف شباط من العام الجاري حين كانت تراجع لرفع الحجز عن سيارة لأقارب كلفوها بعد إحتجازها نتيجة مخالفة مرورية".
وتابعت شذى ان والدتها الصحفية المعتقلة "فوجئت بأنها مطلوبة من تكريت بتهمة العلاقة بحادثة إغتيال شقيق النائبة في القائمة العراقية ناهدة الدايني والتي ثبت فيما بعد أن لاصلة لها بها على الإطلاق ليتم تلفيق تهمة أخرى ما أنزل الله بها من سلطان"، مبينةً، ان "لا دليل على صحفية تسكن العاصمة وتعمل رئيسة تحرير جريدة من أربع سنوات وهي أم لستة أبناء وزوجة لرجل مقعد في المنزل بسبب المرض".
واشار بيان مرصد الحريات الصحفية، الى ان "مصدر في وزارة الداخلية أشار الى عدم وجود مكان للسجينات المعتقل الذي يطلق عليه ( سايد فور)"، مضيفا، إن "لجان حقوق الإنسان يمكن أن تداهم السجن وتحقق في الأمر وتتخذ إجراءات قاسية بحق المسؤولين المخالفين للإجراءات السليمة في هذا الشأن".
