كتب: صبري الناصري
النجف الأشرف - لطالما أصابت التفاتات المرجع الديني الكبير اية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي ادام الله ضله الشريف كبد الصواب، وعين اليقين وكانت اراءه واقتراحاته، اقتراح الرجل الحكيم الحصيف الذي لا يزيغ عن طريق الرشد أبدا، لأنها صادرة عن وعي رصين وراسخ بالتعاليم الحقيقية للدين الحنيف السمح الذي يراد به السمو بالفرد لدرجة الاعتدال والاستقامة والمساواة بين بني البشر ،بعيدا عن تلك الآفات والعاهات المجتمعية الفتاكة التي ما فتئت تزيح قطار السلم والامان عن سكته ،وتثني خليفة الارض عن الهدف الذي خلق من أجله،والذي يتجلى في اعمار الارض واستثمار الخيرات التي أودعها الله سبحانه وتعالى في هذا الكون لقوله سبحانه وتعالى ﴿هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها – هود، آية 61﴾ لكنه على ما يبدوأن فهم الناس لهذه الحكمة الالهية كان فهما سقيما فوت علينا الكثير من الفرص التي ربما تعود أو لن تعود،وهنا تتحمل السلطات والقائمين على شؤون البلد المسؤولية الاكبر في تخلفنا عن موعد قطار التنمية .
اننا حينما نريد أن نقيم أداء أي حكومة فعلى اي مقياس سنستند؟
لقد قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: "فضيلة السلطان عمارة البلدان" وهذا اسلوب نقدي وضعه عليه السلام بين ايدينا كي نستنبط أن مقياس التقييم هو ما تقدمه الحكومات من انجازات لتنمية البلد، فهل استطاعت حكوماتنا في العراق أن تحقق تقدما في البلد؟
ان من اهم الركائز التي استندت عليها الدول المتقدمة والمتحضرة هي دعم الكفاءات البشرية ،فبدون البشر لا نستطيع ان نتقدم خطوة واحدة الى الامام وانه لمن المؤسف جدا أن لا نستفيد من الإمكانات الهائلة والثروات البشرية التي نمتلكها، في تعمير بلداننا ونحكم على العقول المبدعة بالهجرة الى بلدان أخرى ليستفيد منها غيرنا،ولهذا دعا المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي الى دعم الكفاءات العلمية والمهنية والسعي لوضعها في الموقع المناسب لكي يبنى البلد بمهنية وموضوعية ،قد طالب اليعقوبي، خلال لقائه وفد نخبة من أساتذة جامعة ذي قار مساعدة الطلبة المحتاجين والمتعففين لكي يتمكنوا من مواصلة دراستهم، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدّمة لطلبة الجامعات وتكريم المتفوقين مادياً ومعنوياً، والعمل على رفع المستوى العلمي لأساتذة وطلبة الجامعات و تحقيق التواصل بين الجامعات وتبادل الخبرات وآليات العمل المثمر،معتبرا أن إبراز العلاقة الوثيقة بين العلم والدين من خلال عقد ملتقى العلم والدين والندوات التي تعزز هذه العلاقة وإشراك طلبة الإعداديات في الفعاليات المذكورة لتأهيلهم قبل الدخول في الجامعات "
وهدفا لثبيت دعامات المجتمع على العلم المتين دعا سماحته الى إقامة الفعاليات التعبوية المختلفة كمعارض الكتب وإحياء الشعائر الدينية والمناسبات الوطنية والمحافظة على الهوية الإسلامية والوطنية للجامعات وتنظيم السفرات المبرمجة إلى العتبات المقدسة، والالتقاء بمراجع الدين والعلماء والاستفادة من توجيهاتهم وتوثيق العلاقات بين الجامعات والحوزات العلمية الدينية،واستضافة العلماء والخطباء في أروقة الجامعات، وإقامة المؤتمرات المشتركة.
و بما أن المهمة الاساسية لرجال الدين هي الوعض والارشاد فقد نصح اليعقوبي" بعدم تحويل الكيان إلى حزب سياسي لأنه سيحجّم دوره ويعيقه عن تحقيق الأهداف النبيلة أعلاه، خصوصاً وأن ثمرة المشاركة في العملية السياسية وهي تمكين الكفاءات العلمية من الوصول إلى مصادر القرار مكفولة لهم من خلال وجود إخوانهم المؤمنين بمشروعهم في العملية السياسية داعيا إلى الانفتاح على النخب المؤهلة في الجامعات الأخرى لإعادة تفعيل الكيان على صعيد المحافظات جميعاً .
ان ما يقدمه الشيخ اليعقوبي هو بمثابة العلاج الكفيل والبلسم الشافي بعد قيامه بتشخيص المرض وتسطير السبل التي ينبغي علينا انتهاجها لقطع هذه العلل من جذورها كي لا تستفحل وتصيب جميع اطراف الجسم المجتمعي، فهل من مجيب؟؟؟