كَمن ينتظر من الصحراء أَن تعطيه قطرة ماء . هذا هوض حال العراق . فقد أستحال كغابة من الظلم والجَّور . ينتشر فيه الوعاظ . ومعهم كل معاني التدليس والغش والخداع .
( هيهات منا الذلة ) شعار ينادي به ويهتف الملايين من العراقيين . يقصدون في هتافهم هذا أِدعاء التمسك بما اتخذه الأِمام الحسين عليه السلام من نعج وموقف بطولي وهو يقارع أَقطاب الظلم والظلالة من حكام بني أمية …
لكن الأِمام الحسين قَدَّم روحه الطاهرة من اجل ان يفي بما أطلق من هتاف حين قال ليزيد وأتباعه (هيهات منا الذلة ). .أما اليوم فأننا نسمع لهذا الهتاف من اجل التسويق الأعلامي ويطريقة لاتخلوا من نفاق والله أَعلم كون اغلب المنادين به أما ان يكونوا من الذين ساهموا بتخريب العراق هبوا ثرواته طوال ايام السنة وعندما تأتي أيام محرم الحرام ينصبون المواكب كذباً وزوراً لتقديم التعازي واللطم اما السذج من الناس عشاق العبودية صناع الدكتاتوريات .
أو ان من يرفع هذا الشعار لايعرف معناه الحقيقي فهو يهتف بالقول هيهات منا الذلة وعندما يعود الى عائلته يجدها في حال مزري من الفقر والجوع والفاقة ! فأي حالة من الذل أكثر مما يمر به هؤلاء من الذين ينتمون لبلد يسكن على بحر من الثروات النفطية وغير النفطية !!!
هوَ زمن النفاق أِذاً . معروف ان صفات المنافق هي الكذب وعدم تنفيذ الوعود والعهود والخيانة . وكل هذه الصفات تنتشر في أوساطنا اليوم . فقول الكذب اليوم حدث ولاحرج ومن نتاج الكذب والرياء أن احياء ابرياء قتلوا أَو غيبوا أو هجروا أو اعتقلوا وأمتلأت بهم السجون . أما الأمانة فهي اليوم في أِجازة مفتوحة ونتيجة لتلك الأجازة نهبت ثروات البلاد والعباد ولم يبقى شيء قابل للنهب أِلا ونهب . أموال . عقارات . آثار . وغير ذلك نهبت الحياة ..
وأِذا أَردنا الأشارة الى الذين أخلفوا الوعود ونقضوا العهود فهم الأكثر في العراق وبخاصة المدعين على أنهم قادة سياسيين . فهم منذ أكثر من 12 عام يعدون العراقيين بالخير والتطور والرخاء وعلى ان العراق سيكون أفضل مما كان عليه … وعام بعد آخر يثبت كذبهم وزيفهم يقولون مالايفعلون لأنهم كذابون منافقون .
فألى أي طريق يتجه العراق وأي مصير ينتظره ؟
أذكر في مقال سابق كنت قد قلت ان العراق اليوم مقسم فعلياً الى نازحين ومهجرين وواقعين تحت الأرهاب ومضطهدين وماعدى ذلك هم شريحة السراق الذين استخدموا الدين ستاراً ليدمروا مستقبل العراق والعراقيين وعلى هذا قالها المتظاهرون ( ىبأسم الدين باكَونا الحرامية )
لن يستقيم العراق بوجود هؤلاء ولن تقوم له قائمة في ظل سياساتهم التي لاتعرف سوى جني الأموال من سحت دون جهد . فالعراق اليوم فيه سلطة تحكم الناس بالحديد والنار وهي تدعي الديمقراطية وهي لاتجيد سوى تمييع الحقوق واغتصابها ولاتقبل بالعقول التي تخدم البلاد بل تعتمد على السذج لتستخدمهم وسائل لقمع الآخرين .
العراق اليوم هو عبارة عن بندقية ومفخخة وكاتم وسلطة تتشكل من مجموعة احزاب تتقاسم الثروات فتباً لهكذا حكم وتباً لهكذا واقع مرير وحسبنا الله ونعم الوكيل !!!
مقالات اخرى للكاتب