كتب حسين الفرطوسي ــ اثارت دهشة العراقيين زيارة السيد رئيس الوزراء لمنطقة منكوبة بفيضانات مياه الامطار، التي هطلت فجأة ببركات صلاة استسقاء ائمة المنطقة الخضراء على بلدنا الذي يعاني من الجفاف، وبدت ملامح الحزن العميق على وجه السيد المالكي، وهو يشرف شخصيا على مص المياه التي غطت ربع مساحة العاصمة الحبيبة بغداد.
من الصعب علينا نحن المسحوقين تفسير علامات الحزن تلك، فهي تحمل تعقيدات المشهد العراقي المزدحم بالاخفاقات والفضائح والازمات، فالسيد رئيس الوزراء لم يضع في حسبانه ان الطبيعة ستفضح شركات حزبه الوهمية التي استلمت المليارات من اجل مشاريع الصرف الصحي، لقد وقف السيد المالكي واثار القرف التي تسببها روائح مياه الصرف الصحي الطاغيه في شوارع العراق ، وروائح فساد واجهات حزبه التجارية التي يشمها كل عراقي منذ استلامه مقاليد السلطة والتحكم على هذا البلد المسكين.
لقد اصر السيد رئيس الوزراء ان ينزل الى الشوارع القريبة من منطقته السوداء، وان يشرف بنفسه على مص كل المياه، انها مياه الحياة التي اعتاد هو وحكومته امتصاصها، نعم وانا اراهن على انه يستطيع فعلها ، تحية لك يا ابو اسراء، فأنت " كدها وكدود" ولك خبرة في امتصاص المياه كما اموالنا.