Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
العبادي - إجــــــه يكحلها .. عماها
السبت, كانون الأول 26, 2015
كريم المظفر

ساقني مقطع تمثيلي في إحدى القنوات اللبنانية الى كتابة هذا المقال ، والذي يتحدث عن موظف في إحدى الشركات طلب مقابلة مديره لأمر هام ، وما أن سنحت الفرصة لمقابلته حتى بدأ الموظف المسكين بكلامه عن راي مديره به ، وإن كان هناك اي تقصير من قبله في عمله طيلة الفترة التي يعمل فيها تحت أمرته ، حتى كال المدير لموظفه البسيط بالمديح والإخلاص والمثابرة ، وكل كلمات الثناء التي شحثت هم الموظف لطرح أمام مديره ما جاء به لإجله .. وبعد صمت قصير لعدة ثوان ، حتى تسائل المدير عن سبب طلب مقابلته ، فراح الموظف يؤكد كلمات الثناء التي أطلقها مديره له ، وبعد متمتة قصيرة مع نفسه بكونه يريد طلب إحدى حقوقه وهي تكريمه من قبل المؤسسة التي يعمل بها طوال سنوات تصل الى العشر ، دون زيادة في مرتبه .. فتشجع هذه المرة وجمع قواه ، وقال لمديره وعينيه تنظر الى الاسفل خجلا ، وكأنه يطلب شيئا مستحيلا .. ( أريد زيادة راتبي ) .. وكان يتوقع ان يثور المدير ويهيج ويبادله الصراخ او حتى طرده من غرفته ، إلا إن المدير استقبل الأمر بدهاء وذكاء ، و تقبل طلب الموظف بصدر رحب وبإبتسامة تنم عن الخبث الذي يتمتع به معظم المسئولين ، ولكنه فاجأ الموظف برد ( للاسف أن طلبكم جاء في ليس محله ) ، وراح يشرح المدير الازمة التي تمر بها المؤسسة والتي دعتها الى إتخاذ قرار تقليص عدد العاملين ومن بينهم موظفنا المسكين ، الذي سرعان ما أرتسمت على وجهه علامات الحزن ، والحيرة ، في كيفية تدبر أمره وعائلته التي تتكون من أربعة أولاد جميعهم في المدارس ، وإستحالة العثور على عمل بديل فب هذا الزمن الصعب بهذه السرعة والسهولة ، وإن كان من أصحاب الخبرة الطويلة او من حملة الشهادات العليا .. فراح يتوسل المدير لإبقاءه في عمله وبمرتبه إكراما لخبرته الطويلة في العمل في هذه المؤسسة !!! .

المدير ولكي يخرج من هذه الموقف منتصرا ، و لكي يكون صاحب فضل على موظفه ، إ قترح مع تردده في تقديم مثل هكذا إقتراح ، الذي جاء بحسب رأيه تقديرا وإنسانية منه ومراعاة لظروفه في حال إنهاء خدماته ، مقترحا ابقاءه في مكانه ولكن براتب أقل مما يحصل عليه الان ، وإنه ( اي المدير ) لا يرضى لنفسه تقديم مثل هكذا إقتراح الى أحد موظفيه النشامى والمخلصين في عملهم ، كونه سيبخس جهوده ، حتى سارع

الموظف المسكين الى قبول العرض وإنه حتى بامكانه العمل بنصف راتبه إن تطلب الأمر ، هنا تنفس المدير الصعداء في داخله وتخلص من من الموقف بفضل خبثه ودهاءه ، في وقت خرج الموظف بنشوة النصر والمحافظة على وظيفته بعيدا عن قائمة المفصولين ( الوهمية ) ونسي أمر راتبه !!!

استمحيكم العذر إن كانت مقدمة مقالي طويلة ، لكنها تحاكي الواقع العراقي الأليم ، الذي يعيشه ابناء العراق منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا ، والتي لا تبشر فيه كل المؤشرات في الأفق القريب باي خير للعراق ، لا في مستقبل ابناءه ، ولا في مستقبل العراق ككيان واحد موحد ، ولا في ثرواته التي من المفترض ان تسخر لأبناءه جميعا دون تمييز .

لازلت أحن الى أيام الماضي القريب ، وأتذكر إن في العراق كانت هناك ثلاث طبقات هي الفقيرة واغلبهم من الفلاحين النازحين الى المدن ، والطبقى الوسطى والتي كانت تمثل معظم شرائح المجتمع العراقي وهي الموظفون والعمال العاملين في الوظائف الحكومية ، بالاضافة الى طبقة الأغنياء او ما كان يطلق عليها سابقا ( الإستقراطية ) وهم قلة قليلة ، وكانت اسمائهم معدودة كون اغلبهم كانوا يمتهنون التجارة .. وكنت احد ابناء عامة الشعب الذي حصل على عمل في إحدى وزارات الدولة العراقية التي لم تكن تعرف ( الطائفية والمحسوبية ) ، من خلال إعلان صغير في إحدى الصحف المحلية ، اعلن فيه الحاجة الى الراغبين في التعيين في إحدى الوظائف الشاغرة لديها ، وبعد النجاح في أختبار للمتقدمين ، وبراتب شهري قدره ( 36.500 ) دينار أو ما يعادل ( 115 دولار ) ، دون أن يكون لي أي أقارب أو أحدة المعارف من ذوي المناصب الرفيعة في أي من وزارات الدولة كي يكون وسيطي للحصول على الوظيفة ، وكنت قد وزعة راتبي الى ثلاث أقسام عشرة لمصرفنا الشهري ، ومثله لمساعدة أهلي ، وأخرى في بريد التوفير ، وستة خصصتها لشراء فيها ما يسترني ، حتى إني تمكنت من الزواج وتوفير كل متطلباته ، و كذلك بناء غرفتين في أعلى بيتنا البسيط لتكون أحداها عش زوجيتي ، كل ذلك من العشرة دنانير التي كنت أوفرها شهريا في البريد .

اليوم فإن الحال العراقي مأساوي الى حد كبير ، فقد ألغيت الطبقة الوسطى نهائيا ، وباتت طبقة الموظفين والعاملين في مؤسسات الدولة هي الأكثر فقرا ، مقابل نمو طبقة فاقت ( أستقراطيو ) العراق السابقين في ثراءها ، وكذلك فاقت سمعة اصحاب الملايين الروس الجدد التي كانت تملأ اسمائهم صفحات وعنوانين مجلة ( فوربس ) المتخصصة برجال الاعمال في العالم أمثال خودوركوفسكي ، وكوزينسكي ، وابراهيموفيج وغيرهم من الشخصيات الروسية التي لطالما سمعنا عنها وعن ثرواتهم ، والتي أغتنت بصورة مفاجئة بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي باساليب لازالت موضع شك عند جميع الروس ، ليحل محلهم اليوم اسماء عراقية هي الأخرى عرفت طريق الغنى ولكن بصورة أسرع من الصوت ، أمثال الدافعي ، والقادمي ، والمؤرخي ، والأمامي ، والمعوقي ، والثعلبي ، والقائمة بألقابهم تطول ، من الساسة العراقيين التي باتت المجلة تتغنى بهم ، كونهم يمتلكون اليوم ما يعيش العراق بكامله لخمس سنوات مقبلة.

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ، الذي استبشر العراقيين بقدومه ، وتفائلهم بإمكانية تحسين أحوالهم ، وأن تكون فترة حكمه ، هي عملية إنتقال نحو الافضل في تحسين حياتهم المعيشية ، وتعديل رواتبهم ، وخرجوا مدعومين بفتوى المرجعية الكريمة ، الى تأييده ودعمه في إجراء عملية إصلاح شاملة ، لإجتثاث الفاسدين الذين نهبوا العراق وثرواته ، وتقديمهم الى المحاكمة ، خرجوا الى الشوارع في كافة المحافظات في أكبر حشد جماهيري في التاريخ العراقي الحديث ، إلا إن العبادي إنطبق عليه المثل العراقي القائل ( إجه يكحلها .. عماها ) !!! ففي الوقت الذي أنتظر منه العراقيين ما يكحل اعينهم بإصلاحات وإجراءات تهدف الى ترشيق مصروفات الدولة المترهلة أصلا وقادتها السياسيين والبرلمانيين وأصحاب العراقيين ، أعماهم بقرار يخفض رواتبهم ، وعلى مايبدو أنه قد شاهد هو الآخر مقطعنا التمثيلي وسرعان ما تقمص شخصية المدير العام بكل صفاته ومكره ودهاءه ، فبعد أن كان الموظفون يطالبون بزيادة رواتبهم وتحسين ظروفهم ، جعلهم يتمنون إبقاء الحال على ماهو عليه الان حتى وإن استقطع منه 3 % .

 

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.38149
Total : 101