العراق تايمز: كتب المفكر العراقي غالب الشابندر
هذا التشيّع ، التشيّع الجديد ، تشيّع المنبر المهزوز برثاثة مكينة ، وترهات تاجرة ، انه تشيّع الرحيل الى ملكوت الأمل المفقود ، الأمل الذي يبحث عن ( موت ) مجاني ، خرقة بالية تغطي جسده الأصفر النحيل ، هزيل الروح والعقل ، وما ان حاز على صدقة عابرة راح يفكر جدياً، انه يحلم ، السلاح ، السلاح ، فهو البداية والنهاية وما بينهما ، ولينكسر القلم اللعين ، ويُرمى في نفايات الضالين ...
إنه تشيّع تقبيل الأيدي ، وتلطيع الجبهات بتفال الموالين ، وبصقات المحرومين ، إنه تشيّع الولاء للرموز لا للمرموز ، تشيّع الصوت العالي المثير ، المهيج للأعصاب والأوتار ( بأعلى أصواتكم صلوا على محمد وآلِ محمد ) فيما كان زكريا ينادي ربه ( خفياً ) ، وقد امرنا ان نقرأ الكتاب الكريم والدعاء الصحيح بصوت هادىء خاشع جميل ، وغض الأصوات أدب الله في كتابه العزيز ، ولكن يبدو ان الجهل ينتصر لنفسه بالهرج والمرج والفوضى والطبل الفارغ والنقر المتوالي على ايقاع هزّ رأس مخمور بهوى مجهول !انه تشيّع ( القدور) المرماة بلا نظام على جوانب الطريق ، تكتسي جدرانها وشاح القيمة ، الزردة ، الآش ، تتلطع مسامات العام الماضي ، لتعلن للملأ ان الخلود من نصيبها لا نصيب الأعداء ، من كتب فقه عتيد ، ومن أسفار فلسفة شامخة ، ومن بحوث رجال لا تضاهيها تحقيقات حفريات الفكر الغربي ،انه تشيّع القدور ، وليس النـــور .
وهاك خبر جديد عن هذا التشيّع الجديد : ـ
تقول المعلومات ذات الصلة الخاصة بالتشيّع الجديد ، ان جلساتٍ سرية تُعقد هنا وهناك ، من اجل وضع خطة محكمة تقضي باستمرار العزاء على (سيد الشهداء ) لمدة شهرين كاملين ، محرم الحرام وصفر الذي بات كليلا لأنه بلا عزاء ثقيل !
تقول المعلومات : ان اساطين التشيّع الجديد يفكرون بمواكب تطبير خاصة بالاطفال ، على ان يرتدوا احسن الاكفان وارتبها واكثرها اناقة...
تقول المعلومات : ان التشيّع الجديد ينوي استضافة خبراء في الرياضة البدنية ليتحدثوا عن اهم انجازات حركة الذارعين أثناء اللطم على (سيد الشهداء ) ،لأنها هي حركة اولا وآخرا ، ولكن لانها على سيد الشهداء ،فان بركتها مضاعفة ، ودم الحسين يوردها مسارات الحركة الصحية رياضياً فيما لو أخطات الطريق .
تقول المعلومات : ان قنوات ياسر حبيب والبلوشي البغيض ومحمد الغزي وامثال هذه ( الحثالات ) تستعد من الان لعاشوراء القابل ، وهناك سعي حثيث لاكتشاف المزيد من اولاد (الحسن ) المفقودين في دثار التاريخ ، كي تزدان مدن الشيعة بمزيد من واجهات الرثاء ،والرثاء زينة الحياة ...