بغداد: حذر عضو مجلس النواب العراقي الدكتور محمد كياني من استمرار السلطة في سياساتها الفردية التي ستصل بالعراق الى نقطة اللاعودة ، داعيا جميع الاطراف الى ضبط النفس وعدم الإنجرار وراء منطق العنف .
وقال في بيان نقله مكتبه الإعلامي اليوم " لطالما حذرنا السلطة من الاستمرار في السياسات الفردية واستفزاز بعض مكونات الشعب من خلال التصرفات اللامسؤولة والممارسات اللاانسانية في التعامل مع السجناء والمدنيين ، وفرض إرادة شخص واحد على المجتمع ، فقد دعونا السلطة مرارا وتكرارا الى التخفيف من التصعيد وان تكون بمستوى المسؤولية وعلى استعداد للتفاهم مع جميع مكونات الشعب ، ولكن هذا لم يحدث ، حتى وصل الامر الى كسر العظم وسفك الدماء ، ونخشى اننا قد وصلنا الى مرحلة اللاعودة المتمثلة في نشوب احتراب داخلي لا احد يتكهن بنتائجه ".
وأضاف " ان الخيار اليوم في يد السلطة والتحالف الوطني ، فأما أن يكون لدى رأس السلطة الاستعداد للتضحية بنفسه من أجل العراق ومن أجل الشيعة ، او ان يضحي بالعراق وبالبيت الشيعي من اجل نفسه ", مبينا ان " على البيت الشيعي ان يتخذ قرارات مسؤولة في هذه المرحلة وبمستوى التطورات الجارية ، وأن يكون بمستوى المسؤولية امام جماهير الشيعة وعموم الشعب العراقي ، وأن تكون له القدرة على اتخاذ القرار المستقل ، خصوصا وأن الدفع باتجاه (سورنة العراق) لايخدم الا ايران وطموح الشخص الاول في البقاء في السلطة " .
واشار كياني الى ان " تصرفات السلطة هي السبب في انتعاش الإحتراب في بعض المناطق وتعاطف الشارع السني مع المسلحين بعد ان كان يرفضهم ", متابعا ان " على الاحزاب الكردية وخصوصا احزاب السلطة ان يترفعوا عن مصالحهم الحزبية وامتداداتهم الإقليمية ليكونوا بمستوى المسؤولية في هذه المرحلة خدمة لشعبهم ، وعلى الشعب العراقي ان يتعامل بحكمة مع الازمات لتجاوز هذه المرحلة التي ابتلي العراق فيها بطموح الاستئثار بالسلطة وتهميش الآخرين ، وان يضعوا نصب اعينهم المصلحة العامة ، فمن واجب الجميع ضبط النفس وعدم الاصغاء الى منطق السلاح الذي قد يتيح لبعض الجهات استغلال أبنائهم مما يعطي للسلطة الذريعة لسفك المزيد من الدماء ".
واكد كياني على ان " على الجميع ان يدركوا بأن تجربة تأطير العراق على مقاس وافكار شخص واحد قد انتهت ، وان التداول السلمي للسلطة والديمقراطية والفيدرالية واشاعة ثقافة تقبل كل مكون للآخر ولحقوقه ، هي الخيارات التي ستحافظ على وحدة البلد وتقدمه وسعادة ابنائه ".