بعد عقد من الزمن مر على العراقيين مع ليالي مظلمة موحشة مطرزة بالدم النقي وزهور تتساقط دون سبب وجيه وأمهات فقدن فلذات أكبادهن ونساء دفنوا أحلامهن مع أزواجهن ليدخلن في دوامة المسؤولية القاتلة وأطفال فقدوا الأمومة والطفولة وأكثرهم من تحمل مسؤولة رعاية الأشقاء الأصغر وهم بحد ذاتهم يحتاجون للرعاية والعراقيين في كل يوم يواجهون الموت بصدور عارية في كل شارع وطريق بل في كل بيت ومحل وحي وزقاق مما جعل العراقيين يعرفون كيف يضعون ساسة اليوم في فلتر الحق وليس هذا فحسب بل جعلهم يعرفون كيف يختارون الأنسب وماهي إلا أسابيع وسنرى نور تشرق على العراقيين تجعلهم يرفضون ( قمامة ) الساسة ليختاروا أبناء العراق الجديد وهذا ليس كلامي وحدي بل كلام أكثر المحللين والعقلاء والمثقفين وحتى السذج من الشعب الذي كان مخدوعا بكذا ( عمامة ) على كذا منافق يكذب علينا بطريقة قديمة اصبحت محط سخرية كما هم ساسة اليوم الذين ( يشكلون موقفا مضحكا ) بدعايتهم الانتخابية من توزيع بطانيات إلى سفرات سياحية دينية إلى كارتات خلوي إلى علب لزيت الأكل مع شاي الوزة وهيل البصرة وطرشي حنانش وكبة العبادي ( كبة مخصصة لأيام الانتخابات) ومن يد سياسي مهم وكبير في قائمة اكبر اللصوص والمزورين وبركات مختار العصر واقرباء مختار العصر من الأزواج والزوجات وجيران الأزواج والزوجات في دعاية مسجة يضحك عليها المجنون قبل العاقل .
العراقيون الآن اصبحوا يعرفون ماهية الأختيار الصائب بعد أن جربوا الخطأ القاتل في إدخال أصبعهم الشريف في وحل البنفسج وماهي إلا أسابيع قريبة ويدخل هذا الأصبح ( العفيف ) في الحبر الجديد الصادق بعد أن تم رفض كل قوائم الطائفية المقيتة ، فالشعب العراقي لا يريد قائمة تستقطب الشيعي فحسب أو السني فقط أو الكردي أو العربي أو المسلم لوحده بل تريد قائمة تستقطب العراقي ولون القائمة عراقية وروح القائمة آشورية وعطرها عراقي مفعم بروح دجلة وشريان الفرات .
لقد انكشفت الكثير من الأقنعة وبالذات في معارك الأنبار لتظهر لنا وجوه كنا نعتقد إنها الأمثل لقيادة دولة ومحافظات ولكن بهمة الله وبمكر خير الماكرين ( الباري ) تم كشفهم قبل معركة الانتخابات بأشهر لنعرف من منهم يستحق الإحترام والقبول ومن منهم لا يستحق حتى العتب والعتاب ، فالعتب والعتاب لا يجوز أدبياً إلا لمن يعرف الأدب ويحترم المواثيق لأننا يفترض بنا أن نتعامل مع بشر أسوياء لا مع وحوش يستلذون بدم البريء ويسرقون خبزة الفقير .
إن ائتلاف العراق الجديد قائمة حديثة جمعت كل الأطياف والمذاهب وكل الإتجاهات وهي قائمة ( لا دينية ) قائمة تؤمن بالمواطنة وحق المواطن في بنود الديمقراطية التي عرفها العالم الحديث لا الديمقراطية التي يتكلم بها ( كبير ساسة بغداد الآن ) فكلما بعدنا عن قوائم بصبغة دينية كلما اقتربنا من دولة ( المواطنة ) وحققنا الثقافة الوطنية لنصل معها ومع الشرفاء إلى بر الأمان المفقود من يوم تسيد ( كذا لص معمم ) على دفة حكم بلاد وادي الرافدين .
الشيء المميز بهذه القائمة إنها تضم شخصيات لهم ثقل وإرث عريق في الدفاع عن البلد أباً عن جد وماضي يتفاخر به الإنسان ومن هنا نستطيع أن نضمن معهم قادم السنوات لان الماضي هو مقياس الحاضر والمستقبل ، فمن كان بماض مخجل لا يقدم لنا إلا المخجل ومن كان بماض رفيع راقٍ لا يقدم لنا إلا الرقي والازدهار وهذه هي أحدى دروس الحبر البنفسجي فتعالوا معا لنبي عراقاً ليس لنا بل لأجيالنا ، فالعالم الحديث المتطور والإنسان السوي في البلدان الراقية لا يفكر بمصير الحاضرين بل يفكر بمصير الأبناء والأحفاد فإننا نعمل لهم لا نعمل لنا وهكذا هي دولة القانون ( الحقيقية ) تعمل لأولادها وأحفادها ولا تفكر بسرقتهم فنحن نتفاخر بأجدادنا العظماء وعلينا أن نجعل أحفادنا يتفاخرون بنا كما تفاخرنا بالقدماء وسمة فخرنا سيبدأ مع اختيار قائمة ائتلاف العراق ( العراقية ) أصل وصورة .