يمر العراق اليوم، بمرحلة إنتقالية قدْ ترفعه أو تُضعِفه، وسينتهي المطاف بـ" العراق" أما بتقسيمه الى دويلات، أو بلم شمل جميع أبناء العراق، عبر تعيين ذوي الكفاءات العلمية، والشخصيات التي تستطيع أن تعبر بالعراق الى بر الأمان، وغض النظر عن بعض الإختلاجات، التي أججتها السياسة الفاشلة؛ ولن ينفع الشيعة والسنة وباقي المكونات الندم بسبب ماسيحصل، أذا ما أصر بعض قادة الفشل على تسيير أمور البلد وفق أهوائهم.
مايحصل الان في العالم، وكما نوه وزير الخارجية الأمريكي الأسبق وثعلبها "كاسنجر"هو تمهيد لحربٍ عالمية ثالثة محوريها، روسيا والصين من جهة، وامريكا وحلفاؤها من جهه اخرى.
وما يحدث في العراق وسوريا واليمن وليبيا والدول العربية والإسلامية الأخرى ماهي إلاّ تداعيات خطيرة؛ لأضعاف هذه الدول وشعوبها وقتل الروح الثورية، التي يتمتع بها الشعب العربي بصورة عامة، وعلى السياسيين العراقيين، الإبتعاد عن الأزمات الخارجية، والتفرغ لخدمة العراق.
إن الأجواء السياسية الحالية تعتبر إيجابية نوعاً ما مقارنةً بالدورة السابقة، التي شابتها الأزمات وما زالت تبعات تلك الأزمات مؤثرة الى يومنا هذا، يجب على رؤساء الكتل والأحزاب الإستفادة من هذا الأجواء الإيجابية وجدية الحكومة بالتعامل مع الجميع، بوضع إستراتيجية معلومة وتخطيط عالٍ، لعبور أخطاء الماضي التي تهدد العراق بالتقسيم.
إن بناء البيئة السياسية الصحيحة، تتطلب جهوداً إستثنائية من الحكومتين التشريعية والتنفيذية، وتتطلب أيضاً تبادل الثقة وكسر حاجز التخوف والإبتعاد عن اللهجة الأنوية، والتكلم بلهجة وطنية وبلسان جميع العراقيين، ليتمكن جميع المنفذون من تنفيذ الإجندات التي تخدم الشعب والمشاريع التي طال إنتظارها، كما ويجب تعديل القوانين التي تقيّد الحكومات المحلية في المحافظات، ليتسنى لرؤساء هذه الحكومات؛ تنفيذ المشاريع والمقررات المركزية دون الرجوع اليها وما يرونه مناسباً، ويحقق المطالب والطموحات الشعبية.
مازالت الحكومة العراقية، بعيدة عن مبدء التخصص (التكنوقراط) رغم كل محاولات رئيس الوزراء وبعض قادة التيارات، ومازال مبدء المحاصصة معمولٍ به، ونتمنى وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
إن تكالب بعض الشخصيات السياسية على المناصب؛ من أجل المنافع الشخصية والحزبية؛ يعرقل جهود الحكومة لتنفيذ البرامج التي تهدف الى بناء مؤسسات حكومية حديثة، ومجلس وزراء يضم متخصصين بجميع الملفات، والمستفيد هنا والمتضررهو المواطن، وإذا ما أصر بعض زعماء الفشل على تبوء المناصب بطريقة عشوائية، لإرضاء غايتهم الدنيئة، فسيكون مصير هذه الحكومة الفشل، كسابقاتها، دون تنفيذ مشاريع وطنية وخدمية؛ على قادة وزعماء الفشل الإنسحاب من العملية السياسية، والإبتعاد عنها وليتركوا العراق أفضل لهم ولنا.
مقالات اخرى للكاتب