لم تتبق منه الا اطلاله وصفه لنا ابن رستة في المئة الثالثة (التاسعة) قائلا: فيه ايوان عظيم مبني بالجص والآجر وحول الايوان حجر ينفذ بعضها الى بعض ومنها ابواب تؤدي الى الايوان والدكان بالبلاط والمرمر

بناها كسرى أبرويز لشيرين وكانت خطيبته وهي من اجمل خلق الله تعالى والفرس يقولون كانت لكسرى ثلاثة اشياء لم تكن لملك قبله ولا بعده : خطيبته شيرين ومغنيه بلهيد وفرسه شبديز.

وقصر شيرين مكانه قرب خانقين واختلفوا في سبب بنائه وكانت ابنية عظيمة شاهقة وايوانات عالية وعقود وقصور واروقة ومتشرفات

من الروايات التي ذُكرت في سبب بنائه للقصر ان نساء كسرى لما شاهدن شيرين وجمالها عرفن ان كسرى سيختارها عليهن فقيل انهن تأمرن عليها بان اختاروا لها مكانا رديئا وكان كسرى غائبا فاخترن مكان قصرها على طرف نهر عذب ويحكى ان شيرين كانت تحب اللبن (الحليب) وكان القصر بعيدا عن مرعى المواشي وكان الحليب يصل اليها بعد زوال سخونته فاتفقوا على اتخاذ جدول حجري من المرعى الى القصر فطلبوا صانعا فكان الصانع اسمه فرهاد وكان قصر شيرين على مرتفع من الارض والمرعى في منحدر فبدأ فرهاد عمله فاتخذ حائطا طوله اكثر من فرسخين وارتفاعه عند المرعى عشرون ذراعاُ .

ولمحمد الهمداني رواية اخرى فيقول ان سبب بناء قصر شيرين ان كسرى أبرويز امر ان يبنى له باغ (بستان) فيه انواع من الطيور والوحوش ووكل بذلك الف رجل حتى عملوا فيه سبع سنين فقال كسرى لشيرين سليني حاجة فقالت : اريد ان تبني لي قصرا في هذا (الباغ) البستان بعد ان تم اتمامه وكان فيه ما كان من انواع الطيور والوحوش فأجابها ولم تجسر على تذكيره ولم يجسر احدا على ذلك لجأت شيرين الى مغنيه بلهيد وقالت له: اذكر حاجتي في غنائك ولك قصري في اصفهان ففعل بليهد وغنى ليذكر الملك بما نسي فقال كسرى بعد ان سمع الغناء لبليهد لقد ذكرتني بحاجة شيرين فأمر ببناء القصر وعمل النهر ووفت شيرين بوعدها لبليهد ومنحته قصرها في اصفهان .

وهناك من قال الملك كان اسمه خسرو وهو اخر ملك قبل الفتوحات الاسلامية واول من وثق القصة بشكل ادبي هو الشاعر الفارسي الفردوسي 1020م في الشاهنامة. ليأتي بعده الشاعر آغاجي الذي ذكر القصة الشعبية فقط وهو حفر قناة بستون من جبال كردستان وكتب الشاعر نظامي الكنجوي ملحمته الشعرية عن خسرو وشيرين .وقصيدة نظامي مؤلفة من 6500بيت .

كما قام خسرو الدهلوي وهو شاعر هندي توفي سنة 1225م بكتابة نهاية الكمال وهي مجموعة من الاشعار على نسق ما كتبه نظامي وفيه ذكر قصة شيرين وخسرو.

ومن خلال ما قرأناه يمكننا ان نلاحظ ان فرهاد قام بمهمة مستحيلة ولم تشر المصادر الى ثمة حب بينهما ما يجعلنا نقول ان فرهاد احب شيرين دون ان يفصح لها بحبه واكمل عمله المستحيل مما اثار اعجاب شيرين به لتقع في حبه بعد اتمام عمله ويبدو ان الملك كان شديدة الغيرة على شيرين وقام بارسال من يخبر فرهاد بان شيرين قد ماتت فمات فرهاد حزنا عليها وبعدما عرفت شيرين بوفاة فرهاد اخذت معها سكينا الى قبر فرهاد لتضع السكين في قلبها وتموت عند قبره .رواية شيرين اخذت الكثير من الاهتمام الشعبي ويبدو ان التداول الشعبي هو الذي جعل من قصة شيرين بروايات مختلفة.