دعا المالكي من قمة القاهره لدول مؤتمر التعاون الإسلامي الى تأسيس محور للاعتدال يضم كل من العراق وسورية والأردن ولبنان والسعودية والكويت والإمارات لمواجهة محور التطرف,. ويعني به مواجهة محور تركيا – قطر.
فبدأت حكومة المالكي تتخذ خطوات لترجمة اقوالها الى افعال. حيث أصبحنا نشهد العديد من اللقاءات على مستويات عالية بين العراق والسعوديه. بدأها نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي باللقاء بالمسؤولين السعوديين على هامش قمة الرياض الاقتصادية .كان آخرها سفر الوفد العراقي برئاسة إبراهيم الجعفري إلى السعودية للتعزية بوفاة أمير منطقة الرياض.
و لابد من الاشاره الى..زيارة وكيل وزير الداخلية ووزير العدل التي تم خلالها الاتفاق على تبادل المحكومين بين البلدين. ولعمري ان ملف تبادل المحكومين من اهم الملفات التي تهتم بها السعوديه حتى بات محور معظم اللقاءات العراقيه - السعوديه .اي باختصار يريدوننا ان نسلمهم ارهابي سعودي مجرم تلطخت اياديه بالدم العراقي مقابل راعي عراقي مسكين تخطى الحدود دون ان يعلم بان الحدود تعني تقسيم البشر حسب اهواء الانكليز .. طاح الله حظهم
لكن تعالوا يا اهل العلم افتوني هداكم الله وايانا عن اعتدال السعوديه وتطرف قطر. اليست السعوديه من اشد الدول تطرفا في دعمها للاسلام المتشدد في كل من سوريا وتونس ومصر وعراقنا بالذات., ؟؟ في حين تمول قطر حركة الاخوان الاكثر متسيسا واعتدالا من بين كافة الحركات الاسلاميه في العالم العربي والاسلامي !!! في سوريا المخضبه بالدماء مثلا, اليست جبهة النصره التي ادرجتها امريكا في قائمة الارهاب فرس السعوديه هناك ؟؟. في حين تساند قطر حركة الاخوان بزعامة الخطيب. فايهما المعتدل!! افتوني بالله عليكم!!!
عن اي اعتدال يتحدث المالكي وما زالت المنظومه المذهبيه السعوديه تدفع بالشبان السعوديين للجهاد في العراق لقتل الشيعه الكفره؟؟ الا يدري السيد المالكي بان المنظومه المذهبيه الوهابيه للسعوديه التي تكفر كافة المذاهب والاديان انما هي الدعامه الاساسيه التي يرتكز عليها النظام الملكي المطلق لآل سعود؟ بل ان الوهابيه والنظام السعودي تؤمان لا يمكن فصلهما ولا يمكن لاحدهما ان يقوم له قائمه لولا مؤازرةاحدهما للاخر. فمشايخ الوهابيه كرست جهودها لحماية النظام بذريعة مفتعله بعنوان (اطاعة ولي الامر) و بالمقابل افسح النظام كافة المجالات لمشايخ الوهابيه ليديروا امور المملكه ويتهيمنوا على المجتمع السعودي بوعوظ خرافيه و فتاوى قمعيه للعقل البشري ك ( الفكر والكفر سيان فكلاهما من نفس الحروف .. من الوعوظ المتخلفه لمحمد عبد الوهاب مؤسس المذهب الوهابي)
ولو تركنا كل هذا وذاك جانبا و سألنا المالكي وهو الذي تقلد الحكم بفضل اصوات الملاين من الشيعه له, لنسأله هل ان دويلة قطر هي التي تضطهد الشيعه في القطيف و تقمع احتجاجات الاغلبيه الشيعيه في البحرين ام السعوديه ؟؟ لا اعتقد ان المالكي من البلاهة لدرجة جهله بما ذكرت سابقا, ومن الؤكد انه ادرى من عبدكم الفقير بمئات المرات, فهو رأس الهرم في النظام العراقي ومن المؤكد ان بين يديه كومات من اوراق الأدله تثبت تورط السعوديه في دعمها لآفة الارهاب التي حلت على العراق... اذن لماذا يزج المالكي عراقنا في محور مع السعوديه الوهابيه التي ما برحت تؤجج الاوضاع لنشوب حرب طائفيه قد تؤدي الى مقتل مئات الالاف من البشر وربما نزوح الملايين من المسلمين كما حدثت في الاحداث التي اودت الى انفصال باكستان عن الهند عام 1947؟
نشرت صحيفة (لوس انجلس تايمز) الأمريكية دراسة عن دور السعودية في الإرهاب جاء فيها: وكانت السعودية مصدرا للتمويل والمقاتلين في القاعدة حيث أن ١٥ من أصل الـ ١٩ من منفذي هجمات سبتمبر كانوا سعوديين. ويضيف المقال "والآن فإن المجموعة التي تسمى تنظيم القاعدة في العراق تعد أكبر خطر على أمن العراق . ونشرت الجريدة في مقالها للصحفي نيد باركر أن ٤٥% من عدد كل المقاتلين الأجانب الذين يهاجمون المدنيين وأفراد قوات الأمن العراقيين هم من السعودية....
فعن اي اعتدال يتحدث المالكي؟؟؟
بل من المستحسن ايضا ان نسأل مالذي يجمع هذه الانظمه المتخاصمه (كالسعوديه وسوريه والعراق) في محور سموه زورا وبهتانا بالاعتدال؟؟ فلو استعرضنا اوضاع هذه الأنظمة لوجدنا ان هناك قاسم مشترك بار زيجمع كل هذه العينات الغير متجانسه في سوق غريب مليء بالاضداد, وهو هاجس الخوف من الاتي. الخوف من مستقبل حالك لهم. فالربيع العربي مع كافة سلبياته فانه قد ايقظ شعوب المنطقه من سباتها فلم يعد اي نظام مستبد بمنأى عن تداعياته.. وعليه فكما اندفع العرب للتقارب من اسرائيل خوفا من ايران نوويه, فان الخوف من الانهيار زج هذه الانظمه في بوتقه واحده كان من الأولى تسميتها بمحور المذعورين من التغيير .
وثمة حقيقة لابد من الاشارة اليها وهي ان ما يتشدق به المالكي بدعوته لتشكيل محور اعتدال, ليس من نسج خياله.بل ان المحور المزعوم متواجد قبل ان يجهر به المالكي. وعليه يمكن القول بان المالكي ليس مخترعا للمحور بل انه يحشر بنفسه فيه من اجل كسب عضويه في منتدى محور قائم منذ مده وبمساع سعوديه. في الحقيقه ان السعوديه قد ارست دعائم هذا المحور وهو سعي سعودي حثيث من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه. فبعد ان تألقت نجم قطر في السنوات الاخيره واستحوذت قطر على الدعم العالمي (على حساب الهيمنه السعوديه على القرار العربي لسنوات طوال) فقد اصبحت السعوديه تتلقى الضربات تلو الاخرى في كل من تونس ومصر ووسوريا و ليبيا اذ تبوء الاخوان مقاليد الحكم او في قيادة الحركات المناهضه لحكام المنطقه, بينما انحسر الدور السعودي .. فالسعوديه فد اخفقت في احتواء الاسلام المتشدد (كما ارادتها امريكا ان تفعل), بل انها اصبحت الحاضنه التي انطلقت منها الحركات الاسلاميه المتشدده كتنظيم االقاعده والسلفيه الجهاديه والوهابيه المتطرفه. وعلى عكس ما كانت الاوساط العالميه تراهن على دور السعوديه لكبح جماح الحركات الاسلاميه المتشدده فانها اصبحت جزء من المعضله بدلا ان تكون جزء من الحل. وعليه فان امريكا اتخذت قرارها بالتخلي عن عميلها السعودي و لجأت الى الدوحه وسلمتها صولجان قيادة المنطقه وفق مخطط مرسوم. فلم تعد السعوديه شريكة في القرار الغربي لادارة الشرق الاوسط ,مع الاحتفاظ على علاقاتها النفطيه معها. اي ان السعوديه فقدت اهميتها الاستراجيه وغدت البقره الحلوب لتزويد الغرب بما يحتاجه من النفط وباسعار تلائم اقتصاده الآيل للانكماش اثر صعود التنين الصيني, لقاء حماية العائله المالكه من السقوط في الوقت الراهن, الى ان يتبلور البديل الديمقراطي لها في ارض الحرمين.
فالنظام السعودي قد تهرأ وهو ايل للسقوط عاجلا او آجلا. . فالسعوديه كما يصفها المحلل السياسي الامريكي رالف بيتر (ان صعود السعوديين ثراء ونفوذا يعد من اسوأ ما حدث للعالم الاسلامي اجمالا منذ زمن النبي .. فضلا لكونه اسوأ حدث عصف بالعرب منذ عهد الامبراطورية العثمانية,,,. ثم يستطرد الكاتب في قوله, ان العدالة الحقيقية وان كان يمكن ان تبدو غير ذلك سوف تمنح السواحل الشرقية السعودية الغنية بالنفط للشيعة العرب الذين يشكلون اغلبية السكان في تلك المنطقة فيما سيذهب ربع كبير من الجنوب الى اليمن. اما بالنسبة لعائلة ال سعود المالكة فلا شك ان تتقلص سعة حدودها واراضيها ضمن الدولة السعودية المستقلة الجديدة في المناطق المحاذية للعاصمة الرياض و هذا سوف يقلص من مقدار الاذى الذي تتسبب به هذه العائلة للاسلام وباقي الدول. .. المصدر .. مجلة القوات المسلحة الاميركية )
وبناء على ما جاء فان السعوديه المتطرفه المرتعبه من خوف الانهيار تسعى لاستعادة دورها الذي اختطفته قطر, الشقيق الاصغر لها, و ازاء هذا الواقع المؤلم المرعب الذي تجابهه السعوديه فقد شكلت محورا لها من ( الكويت,الامارات,الاردن, والبحرين المحتله) ظانا بانها قد تحميها من الاتي الذي لا مفر منه و كمحاولة يائسه منها لتعيد الى اذهان الغرب بان الابل الوهابي ما زال على فتوته قائما مستعداا لتلقي اوامر من مروضيه.
واخيرا يا ساده ما تسونه بمحور اعتدال ليس اعتدالا ولا هو من اختراعاتكم فكافكم كذبا على ذقوننا. وان السعوديه هي راس الافعى. فو الله لن تستقر الاوضاع في الشرق ما دامت مشايخ الوهابيه امثال عرعور بطانته تقود سفينة السعوديه المتهرئه .
لست مدافعا عن قطر لكنني اقولها ودون وجل لو كانت قطر عوراء فان السعوديه عمياء واترك الخيار لكم بين المشروع القطري الداعي لأخونة الشرق وبين المشروع السعودي الوهابي الممهد لأجواء حرب طائفيه. و بالنسية لي شخصيا فانني ساظل ادعو الى اسقاط المشروع السعودي و النظام السعودي باكمله من قمة هرمه الى اخر امرائه و مشايخه عسى ان يعم السلام على كوكبنا.
مقالات اخرى للكاتب