العراق الدولة والحضارة صاحب الانجازات الانسانية الكبيرة على مدى التاريخ البشري..واحد من اهم الحلقات الاساسية في العالم والتي لايمكن تجاوزها أو عبورها..حتى وهو في اصعب حالاته..بعد الغزو تشكلت عملية سياسية مرتبكة,أسس لها الغزاة وشارك فيها من جاء معهم أو من التحق بعد حين..بكل نواياهم الايجابية والسلبية..على قاعدة بناء تحولات ديمقراطية لعراق جديد..أبتدا من تجربة مجلس الحكم ولحد الان..وقد اطلق عليها مصطلح اتفق عليه الجميع..(العرجاء)
نتيجة التسرع أو لنيات مبيتة معروفة تحت عنوان ( الفوضى الخلاقة)..وبرز بشكل واضح في القنابل الموقوتة في الدستور..وما احتواه من ضبابية متعمدة يختلف في تفسيرها السياسين..بالاضافة الى التخطيط السلبي للادارات المتعاقبة وانتشار ظاهرة الفساد بشكل غير مسبوق..واصبح ثقافة عند الاغلبية الحاكمة..
وظهرت الكثير من المطالبات لتغير الوضع من خلال موضوع اصلاحات جوهرية قادتها قوى التيار المدني..بمظاهرات كانت محدودة التأثير نتيجة المضايقات السلطوية لها..لكن دخول السيد مقتدى الصدر على خط الاصلاح ..والذي تحول الان الى تغير تحت عنوان محلي ( شلع قلع) المعروف لكل العراقيين واتساع حجم واسلوب الاحتجاجات وانتقالها الى الاعتصامات على ابواب المنطقة الخضراء..أمر ينذر بامور تتطلب معالجات سريعة من اصحاب العقل السياسي العراقي..وطرح سؤال بسيط ..أين هي بوصلة الحل..؟
وهنا نقول أن القيادة تختلف عن الادارة ..حيث ممكن أن تكون اداريا جيدا لكن من الصعوبة أن تكون قياديا متمكنا..لكن ممكن للقيادي ان يكون اداريا ناجحا من خلال التدريب والممارسة والايمان بخدمة المجتمع دون مصالح ضيقة..
زمن اهم مميزات تلك القيادة وبدون تنظير أو نظريات ,أن تكون مقنعا للناس الذين تقودهم..وكذلك أن تكون لك قاعدة واسعة من المؤيدين..يحبوك حتى لو كنت قاسيا من اجل المصلحة العامة وتحقيق غايات نبيلة..
في العراق كارزما القائد مؤشراتها تفرض حالها من خلال الواقع الميداني..الناس تعلقت بكثير من قيادات سابقة على مر تاريخ العراق المعاصر..فمنهم من ظلت بصمتهم راسخة ..بالحب والاعجاب والفخر..وبعضهم لم ينالوا حتى رحمتهم..حتى يصل للتندر عليهم..
وتعودنا هنا أن نستقبل الثورات والانقلابات..من خلال بيان رقم واحد..الخ..ويصبح الحاكم حاكما وينصاع له الجميع..
لكن بعد سنة 2003 اختلف الامر..نصب حاكم اجنبي وتوالت بعدها عملية سياسية متعجلة ..لكن السؤال ما هي النتائج .؟
لم يخرج االقائد المنتظر الذي يحبه الجميع..والذي ينظر لكل مكونات الشعب بمسافة واحدة..
فظهرت الصراعات الاثنية بين كل الاطراف..والنتيجة هي دمار الوطن والمواطن..
لكن ماذا نريد ..نحن الشعب ..هل سياسة من اجل السياسة والسياسين..أم عملية تغير تؤمن بضرورة تخطي الازمات وبناء عراق قويا مقتدرا..يعيش الجميع تحت كنفه بالتساوي..وتجاوز كل سلبيات الحقب السابقة.والانطلاق لبناء علاقات وطنية راقية بعيدا عما كان..بل عما يكون الان…
مازلنا نتظر..وهل هناك من مفذ..؟
مقالات اخرى للكاتب