هي تشابه كثيراً حكاية المقابر الجماعية التي شيدها صدّام حسين على أشلاء أهلنا وناسنا في العراق، أو التي شيدها غيره من المتأزمين والموتورين والطائفيين.
وأعتقد لا نهاية لهذه المقابر ولا نهاية لظاهرة الدفن والإقبار الجسدي والمعنوي في ظلِّ الصراع المحموم بين أطراف التجاذب العرقي والطائفي في العراق، إذ لا يحسن هؤلاء التعامل مع النفس البشرية إلاّ بإقبارها وإذلالها وإسكاتها ودفنها.
ولدى الأنظمة التي حكمتنا المبرّرات التي يصدّقها المصلحيون أو الذين هم دوماً ضحية إعلام السلطة وإغواآتها، فتجد هؤلاء يهللون للحاكم ويبررون بطشه بأبناء جلدتهم ووطنهم.
والمقولة التي كنّا نردّدها أيّام زمان ( عبد الرحمان أطكع من أخيه ) صحيحة وسارية المفعول الى يوم الناس هذا فلم نشهد وجهاً جديداً ليس همّه السلطة، أو أنّ السلطة في تفكيره وحركته وسيلة لغاية وطنية نبيلة، ودليلنا في ذلك هو قتال هذا الحاكم أو ذاك عليها قتالاً دونه طيران الرؤوس، وإزهاق الأرواح،.
والمضحك في الأمر أنّنا نلعن معاوية ونمتدح علياً، وأفعالنا قريبة على الملعون بعيدة عن الممدوح!!!.
ومالإقصاء المتعمّد والتهميش المقصود الذي ينال قطّاعاً كبيراً من أبناء العراق الذين لهم السابقة ولديهم الحسّ الوطني هو ماقد يشكّل حرجاً كبيراً عند ذوي الهمّ السلطوي سواءٌ كانوا إسلاميين أم علمانيين.
ولله الأمر من قبل ومن بعد!.
مقالات اخرى للكاتب