تؤكد كل المؤشرات والدلائل ان احتفاظ المالكى بمنصب رئيس الوزراء ستكون له تداعيات خطيره على الوضع الامنى ومستقبل العراق . فالمالكى الدى فشل فشلا ذريعا فى معالجة معضلات البلد ومشاكله المتفاقمه قد فقد مصداقيته من خلال الوعود الفارغه فى معالجة اوضاع البلد الماساويه التى يعانى منها الناس على جميع الاصعدة .ان نتائج الانتخابات لاتعكس الواقع .فقد رافقتها الكثير من الشكوك والطعون في النزاهة والشفافية. فقد كشفت شبكت شمس لمراقبة الانتخابات عن وثائق تبين حصول عمليات تزوير كثيره عبر اضافة اصوات تصل الى الضعف احيانا تضاف الى رصيد دولة القانون .
وما يثيرالاستفهام التعجب ان يمنح غالبية المصوتين وخصوصا في محافظات الجنوب وبغداد
اصواتهم لصالح المالكى وقائمته رغم ما ميز سنوات حكمه من تدهور امنى وفساد وسوء خدمات ونقص فى الكهرباء رغم المليارات من الدولارات والتى تبخرت فى صفقات مشبوهه او هربت للخارج او نهبت من قبل المافيات الحكوميه الفاسدة وشهدت قيمة العمله العراقيه تدهورا كبيرا وازدادت وتيرة التضخم خاصة بعد قرار المالكى بابعاد الدكتور الشبيبى من البنك المركزى والمشهود له بمهنية وخبرة دوليه والذى نجح باعادة الحيوية الى الاقتصاد العراقى واستبداله بعبد الباسط تركي ..

فالمالكي مرفوض من كتل شيعية هامة تصر على ابعادة لا سيما كتلتي المواطن والاحرار .ومرفوض من الكتل التي تمثل المكون السني وترى فيه عائقا في التوصل الى صيغ من التفاهم والتقارب . وغير مرغوب فيه من الجانب الكردي فقد صرح الاكراد مرارا بعدم رضائهم على ادائه ووصفوه بالدكتاتور . ومن يقرأ موقف المرجعية الدينية يستشف عدم الرضى والرغبة في تغييره .فالسيد السستاني لم يلتقيه منذ سنوات وكذالك الحال بالنسبة الى بشير النجفي الذي عارضه علانية . وامام هذه الحقائق ينبغي على المالكي ان يتخلى طوعيا لاحد اعضاء دولة القانون او التحالف الوطني الذي يتمتع بدرجة من القبول لدى غالبية الاطراف في المعادلة العراقية وسيكون قد ساهم في منح الفرصة لغيره كي يتصرف لعله ينقذ البلد من المزيد من التدهور الامني وسفك الدم والخراب . وسيكون قد سجل موقفا وطنيا مشرفا واضعا مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار . ولكني كمتابع للحكام العرب ومدى تشبثهم بالسلطة اشعر ان هذا ضربا من الخيال وخاصة لدى انظمة الاسلام السياسي . ولم يتحقق هذا الا في حالة نادرة واحدة على يد سوار الذهب الذي قاد الانقلاب في السودان على حكومة النميري وبعد اشهر تنازل طواعية وسلم السلطة لغيره..