بدأ العالم الإسلامي في اتباع تقليد إطلاق "مدفع رمضان" قبل نحو 570 عاماً، بحسب واحدة من الروايات التي أصّلت لهذا الأمر، حيث باتت الكثير من الدول الإسلامية تطلق قذائف صوتية من المدافع مع وقتي الإفطار والإمساك.
وأرجع باحثون بداية إطلاق قذائف المدفع في رمضان للعهد المملوكي بمصر، إبّان فترة حكم السلطان "خشقدم" في الفترة من 865هـ وحتى 872هـ، مشيرين إلى أن الأمر بدأ عن طريق الصدفة عندما كانت تتم تجربة أحد المدافع الجديدة، حيث صادف إطلاق القذيفة موعد أذان المغرب في رمضان.
وأبان الباحثون أن الناس اعتقدوا أن السلطان تعمد إطلاق القذيفة لتنبيه الصائمين بموعد الإفطار، فذهب بعض أعيان القاهرة للسلطان وأعربوا له عن تقديرهم لما قام به، فراق الأمر للسلطان فأمر بإطلاق قذيفة كل يوم عند موعد الإفطار في رمضان .
وأوضحوا أن التقليد استمر إلى يومنا هذا، وانتقل بعد ذلك ليشمل العديد من الدول الإسلامية، لافتين إلى أن بعضها يقوم بإطلاق قذيفتين واحدة عند الإمساك وأخرى عند موعد الإفطار.
من جهته، قال الباحث فؤاد المغامسي إن المدينة المنورة واحدة من المدن التي عرفت إطلاق "مدفع رمضان"، مبيناً أنه كان بها مدفعان، الأول بجبل "سلع"، ومهمته أن يبلغ أهل المدينة بالإفطار، وكانت إشارة إطلاقه إضاءة المنارة الرئيسة باللون الأحمر.
وأضاف أن المدفع الثاني وُضع في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز فوق الهضبة الخارجية على قلعة قُباء، التي تبعد عن مسجد قُباء الشهير بمسافة 400 م تقريباً.