Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
ما الذي تريدونه من التركمان؟
الخميس, حزيران 27, 2013
محمد غازي الاخرس

 

في إحدى ليالي العام 1988، شددت حزامي بالعكس قبل أن أخرج من البيت متجها إلى جبال (رانيه) بحثا عن مصير أخي. كان معي، في تلك المهمة، شابان أحدهما نسيبي والآخر جارٌ اسمه صلاح، كان جنديا في اللواء 25، شجاعا ولديه غيرة عراقية عجيبة.
ذهبنا إلى أعلى جبل ما وانتظرت أنا في غرفة مع بضعة جنود بينما ذهب صلاح وكاظم لمعرفة مصير أخي. بعد أكثر من ساعتين، جاء الشابان، دخل صلاح فسألته ـ ها بشّر؟ فسكتَ وقال ـ خل أجر نفس! فعرفت أن أخي ذهب دون رجعة.
صلاح ابن (أم علي)، جارتنا الطيبة التي تقرأ الفنجان، كان تركمانيا من عشيرة البيات. كنّا نعتقد أنهم أكراد وكنّا نسمي والدته (أم علي الكردية). كان هذا يزعجهم كثيرا وغالبا ما يردّون بامتعاض ـ نحن من عشيرة البيات ولسنا أكرادا!
لا أدري لماذا تذكرت هذا كلّه وأنا أسمع ما تتناقله وسائل الإعلام حول قرار العصيان المدني الذي اتخذه قادة التركمان في كركوك وصلاح الدين وطوز خورماتو وغيرها.
تذكرت صلاح وصباح، ثم تبادر لذهني السؤال نفسه الذي يعصف بأذهاننا منذ فترة: ما الذي تريدونه من تركمان العراق يا ترى؟ أتريدون تخويفهم ليهربوا من العراق كما فعلها كثير من المسيحيين والصابئة والايزيديين؟ أتريدون اقتلاعهم من أرضهم التي عاشوا فيها منذ أن استقدم قائد أموي ألفين من الأتراك للبصرة كجنود؟ أتريدون ابتزازهم ليقدموا تنازلات سياسية يعرفها القاصي والداني؟
ما الذي تريدونه من هؤلاء المكاريد الذين لهم ما لكم وعليهم ما عليكم. ما الذي تريدونه منهم وقد استوطنوا بلاد الرافدين منذ مئات السنين وشاركوا في تعمير ذاكرتها وثقافتها ولم يعرف عنهم التطرف أو إيذاء الآخرين؟ وهم، في هذا، لا يختلفون عن الأقليات الأخرى في شيء، ذلك أن الأقليات، عندنا، دائما ما ينطبق عليها المثل: ماشي بسد الحايط. فهي قليلة العدد وسط أكثرية تزدري ثقافتها الأقلَّ عددا.
شخصيا، لا أعرف الكثير عن التركمان سوى أنهم جماعة من أصول تركية سكنت العراق منذ أقدم العصور. مسلمون، منهم شيعة وسنة، يحبّون بلدهم ويشعرون بانتماء عميق له. لا علاقة لهم بالأتراك إلا كعلاقتنا بالعرب كما أظن، فإن استقوى بعضهم بأولئك، كما استقوى بعضنا بهذا الطرف أو ذاك، فلأنهم استُضعِفوا وأُهمِلوا، لأنهم ربما وجدوا أنفسهم بين المطرقة والسندان فشبعوا ظلما وعدوانا وتنكيلا وتحقيرا.
عدا هذا وذاك، فإن الأجواء في المنطقة كلها ربما تتجه لبدء حقبة التطهير العرقي والطائفي، حيث الأقليات تقتلع علنا وتجبر على الهروب بحثا عن ملاذ آمن.
أتذكر أنني كتبت، ذات مرة، دراسة مطولة اسمها (العراق لم يعد جنّة الأجناس)، وحين نشرت الدراسة، سارع صديقٌ فكتبَ لي متهكما بخيبة عظيمة ـ ماذا أصبح العراق إذن.. جحيم الأجناس؟ وفي الحال همست لنفسي وله ـ نعم، صار جحيما حرّاقا يا صاحبي. وإلّا كيف نفسّر ما يجري فيه بحقّ الأقليات المستضعفة؟
إنهم يجبرونها على المجابهة ولبس الدروع وتنكب الأسلحة، يستنهضون فيها تطرّفا وجنونا لم نعهده سابقا. ولذا لم استغرب من مطالبة التركمان بتشكيل صحوات لحمايتهم.
نعم، تذكرت (صلاح الكردي)، هكذا كنا نسميه رغم أنه لم يكن كرديا بل كان تركمانيا من عشيرة البيات. تذكرته وتذكرت أمه العجوز الطيبة التي كانت تأتينا عصر كل يوم و(تجرش سوالف) مع الوالدة، تذكرت أخاه صباح الذي سهرت في غرفته عشرات الليالي وتنعمت من طيبة قلبه ما لا يزال يعمر روحي.
تذكرتهم جميعا وأنا أنتظر ما يسفر عن العصيان في مناطقهم الجميلة. لعل الدولة تنتبه لهم وتحميهم من أعدائهم الذين لا نعرف ما الذي يريدونه منهم!
ما الذي تريدونه من صلاح وصباح وأم علي وعايدة أيها القتلة؟
ما الذي تريدونه منهم؟

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.4615
Total : 101