حقوق أبناء رفحاء إلى أين !
ونحن نقترب من نهاية فصل سياسي معقد بمختلف أوجهه السياسية والإدارية والأمنية والاقتصادية والخدمية ، فالبلاد منذ عامين ونيف تعيش تحت طائلة من المشكلات المعقدة غير قابلة للحل بسبب فشل الحكومة وفسادها الذي أزكم أنوف القاصي والداني ، ووصل صداه للمنظمات الدولية الحقوقية وغيرها من الجهات الرسمية المختلفة ، واليوم وبعد أن وصل المشهد في العراق لهذه الدرجة من التعقيد ، بسبب الأزمات المتلاحقة التي صنعتها حكومة المالكي التي لا تجيد سوى إنتاج الأزمات المختلفة سواء مع الشريك داخل الوطن أو مع حتى من تعتبره حليفا ً ولا يمكن تقييم فيما مضى من سنوات عُمر هذه الحكومة
سوى أنها حكومة فاشلة بكل معنى الكلمة فضلا ً عن كونها فاسدة وبشهادة منظمات الشفافية الدولية ، ولجنة النزاهة في العراق ، فبعد تلك السنوات التي ظل المواطن العراقي يدفع فاتورتها مضحيا ً بأغلى ما يملك ، ويبدو أن هذه الحكومة راقت لها لعبة الإستخفاف بحياة المواطن العراقي الذي يواجه التحديات تلو الأخرى فالأمان مازال مفقودا ً والخدمات معدومة والفقر والفاقه منتشرة في كل محافظات العراق وعجلة التطور معطلة بسبب الفساد الذي يضرب بأطنابه مختلف القطاعات والمؤسسات ، وقد يردد كثيرون من الحريصين على الوطن الإصرار على إبقاء المشهد في العراق على حاله دون إصلاح ؟ فالمواطن العراقي بدأ صبره ينفد على الأداء السيء لحكومة الفساد والمحاصصة واليوم بدأت الجماهير تخرج وتعبر عن إستيائها على الواقع الخدمي وعلى الخروقات الأمنية التي تسببت في إزدياد وتيرة العنف والإرهاب الذي أزهق أرواح العراقيين على نحو مرتفع خلال أيام شهر رمضان المبارك وآخر فصول الخروقات الامنية ما جرى في سجني ابي غريب والتاجي والتي مازالت ملابساتهما موضع شك من قبل المحللين ، وعلى الرغم من إستمرار حالة الإخفاق والفشل في التصدي لأبرز الملفات التي تمس حياة المواطن العراقي تبقى الحكومة متشبثة بالكرسي ومتشدقة بخطاباتها المجترة والمكرورة والتي لم تعد تقنع أحدا ً ، فاليوم بتنا نشاهد التظاهرات الغاضبة في السماوة والبصرة ، وغيرها من مدن العراق ، فالمواطن اليوم لا يمكنه السكوت على الغبن والمظلومية التي تلحق به طوال فترة العهد الديكتاتوري السابق وما تلاه في عهد حكومات المحاصصة والفساد الإداري التي لم تختلف عن حكومة البعث البائد ، فالشلة الحاكمة اليوم تدعي النضال والكفاح وبعد أن توفرت لها فرصة الجلوس على كرسي الحكم خلال السنوات المنصرمة أثبتت أن لا فرق بين سلوكها وسلوك نظام صدام ومثلما تورط صدام بالجرائم المعروفة خلال عهده تورط حكام العراق الجدد من منتسبي أحزاب المنطقة الخضراء بنفس الجرائم والسرقات والانتهاكات ولو كانوا فعلا ً يؤمنون بمعنى النضال والكفاح لتفهموا مطالب أبناء رفحاء الذين عانوا الملاحقات وظروف الصحراء والتشرد والغربة كما عانى الكثير من العراقيين من الغربة والتشرد ، وبينما تحاول هذه الشريحة الحصول على حقوقها المشروعة عبر الآليات الدستورية والقانونية ظلت جهات حزبية نافذة تعمل على إجهاض كل ما من شأنه إعطاء تلك الحقوق لتلك الشريحة المتضررة ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يجهض فيها مشروع القانوع أو مسودة قرار لتأمين حقوق هؤلاء الذين تصدوا لنظام البعث البائد بل سبق وأن تم تمييع الموضوع وإبعاده عن طاولة التشريع بسبب المصالح الضيقة لأتباع تلك الأحزاب النافذة التي تحاول السيطرة على البلاد والعباد في هذا الوطن دون أن تشعر بحقوق الفئات المغبونة حقوقها في مختلف مناطق العراق . ولكن سيقول أبناء رفحاء كلمتهم إزاء هذا الحيف الذي لحقهم حتى تحقيق مطالبهم المشروعة .
مقالات اخرى للكاتب