صباح الخميس 24 تموز 2014، ركبت "كيا" من "الباب الشرقي" الى "العلاوي" تمر بـ "الصالحية" حيث المصرف الذي إصطفت سيارات القوات الامنية، على الأرصفة الأربعة للشارع المقابل له.. تقطع الطريق وتقسو على من يبدي إعتراضا.. تساءل الركاب، عما يفعلون؛ فعرفنا انهم يتقاضون "عيدية".
لن نتحدث عن إيقافهم السيارات، من دون انتظام، وردودهم القاسية على الناس الذين تواروا.. يتحاشونهم؛ كي تمر الغمامة بسلام.. ولا سلام مع من يستأسد على ضعيف، الا بأقوى منه يعيده الى الحياء الحضوري.
لكن نتساءل عن استحقاقهم العيدية، نظير ماذا؟ هل لإسراعهم بالهرب، عند سماعهم بمجيء "داعش" قبل ان يروها، ليس لأن "داعش" مرعبة، لكنهم.. هم.. القوات الامنية، شاءوا ان يؤجلوا مواجهتها لحين الأنتهاء من مواجهة الأبرياء وعابري السبيل...
بأي آلاء تصرف عيدية، لقوات تركت مدنا بيد الاعداء!؟ على الاقل يجب الإنتظار ريثما يستعيدون ما فرطوا به من شرف العراق، حينها يكتفى بمسامحتهم، من دون مكافأة، ويسرحون من الخدمة الى وظائف تناسب إستئسادهم على الشعب وفرارهم أمام العدو.
العراقيون يعانون يوميا، من اعتداءات منتسبي السيطرات عليهم؛ إذ يسمعونهم ما لا يليق من فرسان حماية الحرمات، ويتطاولون عليهم من دون سبب؛ لأنهم أمنوا العقاب.
وإليكم إنموذجا مما يتكرر حصوله دائما، لكنني عشته في حوالى الساعة السادسة من مساء يوم الجمعة 25 تموز 2014، وانا أمر مشيا على الأقدام، بالقرب من السيطرة الكائنة في بداية الفضوة الواقعة امام "مطعم كباب نينوى" في كرادة مريم.. مقابل المنطقة الخضراء، على السايد النازل من جسر الجمهورية، باتجاه فندق الرشيد، إذ سمعت منتسبا يردد بصوت قوي يشبه "شاعرات الفواتح" أهازيج مخدشة للحياء، والعوائل تمر مستعيذة بالله.
شملتني شخصيا منه أهزوجة وجهها لي: "مد ايدك إبطـ... يابة.. مد ايد إبـ..." فإلتفت له، وعيناي وجلتا التساؤل: "ليش؟ ما مسويلك شي" ترجمتها في نظرة وليس كلاما؛ لأنني لست معنيا بالشجار العضلي معه، فهو يفترض به يقاتل لحمايتي ولا يعتدي عليّ من دون ذنب، ولو ارتكبت ذنبا، فمن مسؤوليته ان يوقف الضرر الذي أتسبب به، من دون ان أمس بدنياً، حتى يسلمني للقانون الحضاري المقر دستوريا.
قال: - ها شو تباوع؟ مو قلنا لك خل ايدك إبـ... نفذ الأوامر.
ضحك وضحك ضابطه وبعض من شباب المنطقة يبدو انهم ارتبطوا بنوع من صداقة مع منتسبي السيطرة، وهذا يمكن استغلاله من قبل المتآمرين، في تمرير ما يزيد خراب الأمن خرابا.
ولأنني لمحت لمعة تطريز نجمات الضابط المسؤول عنه، يقف.. مستمرئا السخرية من كرامة المواطن في بلد لا يحفظ كرمة مواطنيه.. سابقا ولاحقا؛ أدركت لا جدوى شكواه الى رؤسائه، المتواجد أحدهم شريكا ببهذلتي؛ لذا درت وجهي سائرا.. التحق برهط المستعيذين بالرحمن، من قوات "لا" أمنية، تقاضت أمس عيدية، نظير الهزيمة امام العدو والاعتداء على المواطن المسالم.
مقالات اخرى للكاتب