دبي - خاص - على الرغم من العلاقات الوثيقة التي تربط رئيس الجمهورية جلال الطالباني ونوري المالكي، ووقوف الطالباني بوجه مطالبات جبهة اربيل التي تضم رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني وزعيم إئتلاف العراقية اياد علاوي وزعيم التيار الصدري بسحب الثقة البرلمانية عن المالكي، وتبنيه لغة الحوار لحل الازمة السياسية بينهم، إلا ان هذا التقارب الأقرب الي التماهي بين الطالباني والمالكي لم يمنع من حدوث صدامات وشجارات بين نجليهما، وصل بعضها حد تدخل والديهما لاخلاء سبيلهما من الاحتجاز، في إحدى الدول العربية بعد وقوع مشاجرة استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة.
وبحسب مصادر مقربة من السفارة العراقية في دبي فان عراكا كبيرا وقع مؤخرا بين نجل رئيس الجمهورية قباذ جلال طالباني ونجل نوري المالكي ومدير مكتبه الخاص احمد، تطور لتبادل العيارات النارية بين حماية الطرفين في ملهى فندق رويال أسكوت في دبي الأمر الذي أوجد حالة ذعر بين أكثر من 200 شخص كانوا يقضون أمسيتهم في الملهى.
وقال المصدر الذي رفض الاشارة اليه بالأسم الصريح، في حديث خاص لوكالة "العراق تايمز"، ان حالة من الهلع والفوضى حدثت خلال المشاجرة وتبادل إطلاق النار بين حمايات نجلي الطالباني والمالكي، واصابة عدد من الاشخاص نتيجة محاولتهم الفرار من الملهى فيما اصيب البعض بحالة من الاعياء نقلوا على اثرها الى مستشفى قريب من الملهى، فيما قامت شرطة دبي باحتجاز نجلي الطالباني والمالكي والتحقيق معهما.
وذكرت المصادر ذاتها ان سبب المشاجرة بين قباد الطالباني واحمد المالكي تعود لتنافسهما على إتمام صفقة مع احد اكبر سماسرة بيع وشراء العقارات في دبي، حيث غضب نجل المالكي من نجل الطالباني لإتمامه الصفقة قبل ان يقوم احمد باتمامها، مبينة ان التنافس بينهما كان على شراء فندق خمس نجوم قيمته كانت لا تقل عن 150 مليون دولار لفترة زمنية متفق عليها بين الطرفين، وقد أدى تسابقهما على إتمام عقد حيازة الملكية لاثارة حفيظة ابن نوري المالكي وخروجه عن المعتاد بعد أن تم أبرام الصفقة لصالح قباذ طالباني لينتهي بهم الحال بعد التعارك للاحتجاز في احد مخافر شرطة دبي وابلاغ السفارة العراقية بالحادثة. قبل ان تتدخل حكومة المالكي ورئاسة الجمهورية باخراجهما والتكتم على الموضوع إعلاميا.
وهذا الخلاف ليس الأول من نوعه بين الطرفين بل حصل خلاف مسبق بينهما وبنفس الأسلوب بعد أن دخل الاثنان في المزاد العلني لشراء أحدى اللوحات الثمينة في مزاد ريتشي وإخوانه في دبي والتي كانت قيمتها النهائية تقدر بـ 4.653.000 دولار بعد ان رست لقباذ طالباني الذي يعرف بين أوساط المستثمرين وسماسرة بيع العقار بإمكانيته المالية لشراء غالبية السلع الثمينة التي تدخل في المزاد العلني.
وهناك الكثير من العقارات والسلع الثمينة التي تنافس عليها احمد وقباذ خلال السنوات الثلاث الماضية، وتم تسجيلها بأسماء أقارب رؤساء الحكومة العراقية كخطوة منهما لتبييض الأموال العراقية التي تم تهريبها من العراق، ومن تلك العقود شراء أسهم في شركة ميكروسوفت باسم شقيقة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وكذلك عقد شراء أسهم في شركة خطوط الطيران الإسرائيلية والمسجلة باسم اليهودية شيري غراهام زوجة قباد طالباني وهي أبنة احد كبار رجال الاعمال اليهود كما هو معروف لدى الأوساط الكردية في اقليم كردستان العراق، بالاضافة الى تسجيل اثنين من معامل انتاج السمنت تم شرائها من شركة دبي القابضة باسم احد اشقاء المالكي.
ولا تستبعد المصادر ان تاتي هذه الخطوات ضمن إطار توجيه مباشر من قبل رئيسا الجمهورية والوزراء، خاصة ان المصادر ذاتها علمت بعد الحادثة التي حصلت في ملهى و فندق رويال أسكوت في دبي بالاتصالات التي حصلت ما بين السلطة القضائية في دبي والسفارة العراقية والتي كان قد قرر من خلالها الاتصال المباشر مع الأبوين المالكي والطالباني ومطالبتهما من بعض شيوخ الأمارات بالإخلاء عن سبيل المحتجزين قباد طالباني واحمد نوري المالكي الأمر الذي يكشف عن تورط الآباء مع النجلين في إبرام تلك الصفقات.
واذا كانت دبي ساحة للصدام بين نجلي الرئيسيين المالكي والطالباني، فان الساحة الاستثمارية السورية، أضحت برمتها ملعبا لاحمد نوري المالكي، كما يقول علي كاشف الغطاء، اذ ان احمد نوري المالكي اشترى قصر ماري اندرسون بلندن باربعين مليون باوند، بمجرد ان اصبح والده نوري المالكي زعيما لحزب الدعوة، واشترى فندق سفير السيدة زينب في دمشق بخمسة وثلاثون مليون دولار ويتفاوض لشراء فندق سفير عجمان بخمسة وسبعون مليون دولار مع سلسلة أملاك العائلة في طويريج.
ويؤكد كاشف الغطاء انه لم يصدر أي تعليق من مكتب رئيس الوزراء بالنفي أو التأكيد لذلك الخبر، ويضيف كاشف الغطاء ان صفقة فندق "سفير" السيدة زينب تم عقدها في ريف دمشق من قبل شركة استثمارية كويتية وتم استبدال إدارته القديمة بادارة مكونة من السوريين والإيرانيين والأفغان "الهزارة"، منوهاً الى ان حصة السمسار العقاري الذي أنهى عقد البيع بين المالكي الصغير والشركة الكويتية بلغت 700 ألف دولار أميركي، فيما بلغت رسوم التسجيل التي دفعها للحكومة السورية مليون و250 ألف دولار أمريكي.
ويتابع كاشف الغطاء بالقول ان أحمد نوري المالكي قام أيضا بشراء قطعة الأرض المقابلة للفندق الزينبي ومساحتها 85 ألف متر من الشركة ذاتها وبمبلغ 52 مليون دولار أمريكي من اجل إقامة مجمع تجاري وشقق سياحية و"مول" تجاري.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، كما يقول علي كاشف الغطاء، بل قام المالكي الابن بمفاوضة شركة فنادق "سفير" على فندق (سفير عجمان) في الإمارات العربية مقدما عرضا أوليا بمبلغ 75 مليون دولار أمريكي، ويتساءل كاشف الغطاء الا يفترض اصدار قانون من اين لك هذا، لاسيما وان رئيس الوزراء نوري المالكي خرج امام عدسات التلفزيون وقدم اقراراً بذمته المالية لهيئة النزاهة.
