قبل حوالي اربعة أعوام، (اواسط عام 2012 ) قام نوري المالكي، الذي كان رئيسا لمجلس الوزراء حينذاك، بزيارة الى مشروع ماء الرصافة الكبير، الذي حامت حوله شبهات الفساد، وتناول بعض نواب البرلمان وعدد من وسائل الاعلام، الشبهات التي ترافق عملية انشائه.
قدم المالكي صك براءة عن تلك الشبهات، وقال بالحرف الواحد، ان ليس هناك شبهات فساد في بناء هذا المشروع الذي سينقذ جانبا كبيرا من سكان الرصافة، بالاخص سكان شرقي القناة من ازمة المياه التي يعانون منها منذ اعوام، واضاف بالقول بأن المشروع سيفتتح بعد قرابة الشهرين من هذا التاريخ.
مضت الاعوام والمشروع لم يفتتح، والشهران اصبحا اربعة أعوام، وأخيرا وقبل أسابيع تم افتتاح المرحلة الاولى من المشروع، حسب زعم أمانة بغداد (غير الامينة على بغداد)، وهلل وزمر وطبل لهذا المشروع، وقد خرج (النافخ ) بأسم الامانة المدعو حكيم عبد الزهرة وهو يبشر الناس بأنجاز هذا المشروع الحيوي!!.
بصفتي أحد سكنة منطقة شرقي القناة ونعاني منذ اعوام من شحة مياه الشرب، مع بقية خلق الله في هذه المنطقة التي يسكنها ملايين من البشر، اعلن ان افتتاح المشروع عبارة عن كذبة كبيرة، حيث ان وضع اسالة الماء في مناطقنا اصبح اردأ من السابق، فقبل افتتاح هذا المشروع المزعوم، كان الماء يصلنا من الساعة التاسعة مساءا وينقطع عند التاسعة صباحا، اما الان فكلما نفتح انوب الماء يفاجئنا بالصفير معلنا اضرابه عن الضخ احتجاجا على كذبة افتتاح المشروع، فلا يأتينا الماء الا بعد منتصف الليل.
بصفتي اعلامي، تذكرت حادثة زيارة ممثل المالكي الى نقابة الصحفيين ذلك عام 2007 او 2008 حيث بشر الصحفيين من ان السيد المالكي خصص اربعة الاف قطعة سكنية للصحفيين!! وتم استقبال هذا النبأ السعيد من جمهور الصحفيين الحاضرين وغير الحاضربن بالتصفيق والتهليل والدعوة بطول العمر للقائد الهمام وراعي (المستضعفين ) حجة الاسلام والمسلمين الحاج ابو اسراء المالكي، وقلنا لما لا، فهو عاش في منطقة السيدة زينب في الشام في شقة صغيرة اهداها له الرفاق في مكتب القيادة القومية للبعث (الاسلامي ) وقد عان من شظف العيش وضيق مساحة السكن، فهو من هذا المنطلق يتحسس بما يعانية عباد الله الصابرين على الظلم والاستبداد في الماضي، والوعود الكاذبة وهدر الاموال والفساد غير المحدود في الحاضر.
تبخرت تلك الوعود ادراج الرياح فلم يحصد الصحفيون غير المعاناة والمضايقات على يد اجهزة دولة (المشروع الاسلامي) الذي يتبناه المالكي وحزبة وبقية احزاب الاسلام السياسي، فوعودهم كلها عبارة عن تخدير، وتتصاعد قرب موعد الانتخابات. ولله في أمره شجون
مقالات اخرى للكاتب