شاهدنا وشاهد العالم أجمع فوضى الهزائم المتلاحقة في صفوف الجيش العراقي والمذابح البشعة التي تعرّض لها الجنود في تكريت ونينوى وأخيرا في الأنبار..إنتشرت مقاطع الفيديو التي تُذهل كلّ مرضعة عمّا أرضعت....وفيها عرضٌ مذل لإستسلام الجيش العراقي وذبح جنوده المحاصرين بطرق وحشية من قبل عصابات داعش وبعض مرتزقة العشائر الخونة بعد تعريتهم من ملابسهم وإجبارهم على الهتاف لصالح دولة الإسلام الداعشية...يقابلها صمتٌ مخجل من القيادة العامة للقوات المسلحه وقادتها الأشاوس، وتبريرات من بعض الضباط المهزومين، وإدعاءات فارغة قد سئم منها الشعب العراقي ... تتلاحق الهزائم ويُأسر الجنود ويختفي القادة الميدانيون بظروف غامضة ! الأمر الذي شددت عليه المرجعية الدينية العليا في خطابها اليوم الجمعة 26/9/2014 وحثت الجنود والضباط على الثبات في المعركة ومقاتلة التكفيريين الإرهابيين برباطة جأش وشجاعة...كما طالبت المسؤولين بمحاسبة الخونة والمتسببين في هذه الإنكسارات وتسليم المدن العراقية للإرهابيين مهما كانت مناصبهم وهذا مالم ولن يحدث ... بل أنا على يقين أن المسؤولين في الحكومة العراقية سوف لن يستوعبوا نداء المرجعية كلّه ولن يتفاعلوا معه ..لأن أكثرهم ضالع في الخيانة والتهاون في ما حصل ويحصل في العراق وللجيش العراقي.. وأن أول خيانة لهذا البلد كانت من خلال تسليم ركائز الأمن والجيش المهمة الى ضباط فاشلين مرتشين ومعوقين ومنتهية صلاحيتهم العسكرية والأمنية.. بل بعضهم لايفهم ألف باء العسكرية وجعلوا منهم قادة أمنيين وعلى رأس أجهزة خطرة في الدولة وذلك لضرورة حزبية ! فاشتركوا جميعا في ذبح العراقيين وتسليم البلاد الى الإرهابيين..أي إن القادة ومن إستقدمهم للوزارت الأمنية والدفاعية وسلمهم المناصب ...ودليل هذا القول بإشتراكهم جميعا هو عدم إجراء أي تحقيق من قبل القائد العام للقوات المسلحة السابق مع أيٍ من الضباط المهزومين والمتخاذلين في ساحة القتال مع العدو الإرهابي ! وكم كنّا نأمل بعد كل فضيحة ومذبحة يتم عرضها على اليوتوب من قبل الإرهابيين.. أن نرى بعدها عرضا آخرا حكوميا فيه تحقيق مع المتسببين لهذه الجريمة .. ولكن للأسف لم ولن نرى مايشفي الصدور.. وحتى الإعلام العراقي الرسمي مثل العراقية وماشابهها هو الآخر يمارس التدليس والتستر والتسطيح لعقلية المواطن العراقي ! ولم نسمع منه نقداً أو رسالةً فيها تلميح أو مطالبة بإجراء تحقيق علني مع الذين سلّموا أرضهم وجنودهم وأسلحتهم للدواعش الإرهابيين...فإذا كانت الحكومة السابقة قد أدمنت التعايش ثمان سنوات مع المفسدين والخونة ولم نسمع منها إلا الجعجة الفارغة والتهديد السمج حتى رحلت.. حاملة معها الملفات التي أوجعوا رؤوسنا بها ..ووعدوا الشعب العراقي بكشفها ولازالت مجهولة المصير لحد الآن ... ولاندري هل تمت تصفيتها أو أقحمت في سوق المزايدات الحزبية والمحاصصة الدنيئة على جوازات السفر الدبلوماسية التي أصبحت من أرخص السلع وأتفهها بعد أن تملّكها التافهون؟ فلا نريد للحكومة اللاحقة أن تتعوّد النوم والإسترخاء في ظل الدعم الخارجي والعيش تحت الوصايا الدولية.. آمنة مطمئنة تحلّق فوق رؤوسهم الطائرات الأمريكية ... أعود الى عنوان الموضوع ...أعتقد أني أشرت بوضوح عن المسؤول عن الفضائح العسكرية وأظن الجميع يعرف الإجابة ...ولكنّا نحتاج أن نسمعها من القضاء العراقي ...أو من رأس الحكومة الحالية لنطمئن على إننا قد بلغنا مرحلة التشخيص المهني .. والتمييز بين الفاشل والمتخاذل والوطني الحقيقي ...فإذا توصلت الحكومة الحالية الى هذه المرحلة وأعلن رسمياً تسمية الفاشلين والمتخاذلين .. حينها سوف تبدأ مرحلة توقف الإنكسارات العسكرية...وإذا ماأستمر الصمت والتجاهل لهذا الوضع الخطر ومحاولة إسكات ذوي الضحايا ببعض المال والوعود الكاذبة...فعلى الشعب العراقي أن يقولَ قولته ...
مقالات اخرى للكاتب