Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
عن وزير العدل البريطاني
الثلاثاء, أيلول 27, 2016
علي علي

 

   في بداية أربعينيات القرن المنصرم.. كان أوار الحرب العالمية الثانية على أشده، يومها كانت الغلبة للجانب الألماني، وكانت بريطانيا العظمى تعاني الأمرين من النيران التي يقذفها الطيارون الألمان على لندن، إذ وصل عدد القذائف الى مئتي ألف قذيفة في اليوم الواحد، ومن الطبيعي أن يُحدث هذا الكم الهائل من القصف المريع يوميا إرباكا واضطرابا في يوميات أي شعب يعيش وطأته، وأظن خير شعب يدرك حقيقة مثل هذه هو شعبنا العراقي. إذ ما من يوم يمر عليه دون انفجار عبوة هنا.. أو مفخخة هناك.. او حزام ناسف.. او سقوط بضع قذائف هاون او كاتيوشا، وقطعا جُلها تبحث عن المواطن المدني البريء الأعزل، فإن لم تجده في سوق شعبي مكتظ، بحثت عنه في شارع مزدحم بالمارة، وإن لم تصبه في هذا تستهدفه في جامع او بيت من بيوت الله، وإن استعصى عليها نيله في كل هذي الأماكن، قصدته في عقر داره الآمنة اوعلى ناصية شارع من شوارع حيه، إذ تأتيه على هيئة كاتم الصوت في قارعة طريقه، او بلاصقة في عجلته فتصعد الروح باكية شاكية سوء الحال وانعدام الأمان والسلام في بلد السلام.

  أعود أدراج حديثي الى لندن في تلك الحقبة، ففي أحد الأيام دعا رئيس وزراء بريطانيا آنذاك ونستون تشرشل وزراءه الى اجتماع طارئ وعاجل للغاية، فتوجه -من ضمن من توجهوا- وزير العدل الى مكان الاجتماع مستقلا عجلته، وبينما هو سائر في طريقه صادف ان عامل النظافة كان يدفع عربة القمامة عابرا الشارع، فأبطأ الوزير سيره فاسحا المجال الى العامل كي يكمل مشواره، إلا أن عامل النظافة ارتبك حين رأى الوزير، واضطرب في سيره فسقطت بعض القاذورات على الشارع، فأوقف عربته لالتقاط الأوساخ الساقطة على عجل، ما سبب تعطيل الوزير بضع ثوانٍ، ففقد أعصابه وأخرج رأسه من نافذة سيارته قائلا للعامل بصوت عالٍ؛ "أحمق"..!

التقط العامل رقم سيارة الوزير وقدم شكوى لبلدية لندن، التي بدورها أصدرت أمرا بعدم رفع النفايات من أمام بيت الوزير، ورفعت الشكوى الى رئاسة الوزراء. وحين عرضت الشكوى أمام ونستون تشرشل طلب من وزيره الاعتذار الى عامل النظافة..! الذي حدث.. ان الوزير استقال من منصبه على الفور وذهب ليقدم اعتذاره الى العامل، إلا أن رئيس الوزراء رفض الاستقالة..! وقال للوزير: "لقد أهنته وزيرا، ولن أرضى تقديم اعتذارك وأنت شخص عادي.. استقالتك معلقة حتى تعتذر من عامل النظافة وأنت تشغل منصب وزير وحينها سأوافق"..! اعتذر الوزير.. ثم قبلت استقالته.

  خلال الأيام التسعة التي استغرقتها هذه القضية، تكدست القمامة أمام منزل الوزير بشكل يثير التقزز والاشمئزاز، وصارت رائحة الشارع الذي يقطن فيه لا تطاق، الأمر الذي أجبره أن ينزل كل ليلة لينقل بسيارته الخاصة بعضا منها إلى خارج المدينة.

  أسرد هذه الحادثة اليوم وأنا على يقين أن وزير العدل البريطاني قد مات.. وعامل النظافة هو الآخر مات.. وتشرشل أيضا (شبع موت).. وما سردي إياها إلا لتذكير الناسين او المتناسين من أصحاب القرار العراقي ليكون لهم من هذه الحادثة عظة، ليصححوا ما انتهجوه من سياسات خاطئة مع المواطن ليس اولها تهميش مصلحته، كما أنها لاتنتهي بسلب حقوقه وإهمال مامنوط بهم من واجبات تجاهه.

aliali6212g@gmail.com



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44199
Total : 101