وتسمى بواقعةِ كربلاء أومعركةِ الطف وحدثتْ سنة 61 هجرية -680 ميلادية في أرض كربلاء العراق بين الجيش الأُموي الحاكم –في عهد يزيد بن معاوية- بتعداد أكثر من ثلاثين ألفٍ من الجند الشامي،وبين الحسين بن على وأولاده وصحبه بتعداد ثمانين مقاتلا فقط.
أن عدم التكافؤ واضحاً بين الفئتين في العدة والعدد والمؤونة بالأضافة الى قطع ماء الفرات عن جيش الحسين ،والنتيجة حسمتْ عسكريا لصالح جيش يزيد في اليوم الثالث من شهر محرم الحرام ،حيث قتل الحسين وذبح أولاده وأصحابه وأحرقت خيامه وسبيّ عيالُه كل ذلك بشكل همجي مفرط مأساوي لم يراعا فيها تقاليد الفروسيّة والشهامة قط ، وهم كقطعان البهائم قتلوا وذبحوا وسلبوا الملابس وأحرقوا الخيام وأسروا عياله كل ذلك لنيل الجائزة من الأمير، ولم يحصلوا عليبها!!!.
ولكن شاهد التأريخ المنصف للشعوب التواقة للحرية والأنعتاق سجل للحسين وأصحابه الأنتصار والخلود الأبدي ، لأنه قال:لم أخرج أشراً ، ولا بطراً، ولا ظالماً، ولا مفسداً، أنما خرجت لطلب الأصلاح في الأُمة ، فهو ليس شخصاً بل هو مشروع ،وليس هو فرداً بل هو منهج، وليس هو كلمة بل هو رايه، وخرج الحسين تعبيرا لأهمية الجود في سبيل المبدأ . وجمع الحسين كل صفات القائد الفذ فهو حسين الغيرة والشجاعة،حسين الحرية والكرامة ،والصبر والأستقامة ،شهيد الشرف والأباء ، وأحقاق الحق،وشهيد التضحية والجهاد الحقيقي لأنقاذ الناس من عبادة الطواغيتْ والجبابرة ، والألتزام بالأحكام الشرعية التى تجاوزها الحاكم الأموي ، وتصحيح الأنحراف في قمة هرم الحكومة ، فكان هدفه الأصلاح الأخلاقي والعقائدي ، حين ساءت الأمور في أرجاء البلاد الواسعة من خراب وأنتشارالفقر والأضطهاد ، فكان لزاماً عليه تصحيح مسار الحاكم الظالم :أذاً هي * ليست حركة نهضوية تكتيكية آنيّةٍ .!!
ونستخلص من مآثر واقعة كربلاء ونستشف منها الدروس البليغة في التضحية والصمود والشجاعة والصبر والأيثار:
1-الصمود والتضحية في سبيل المبادىء النبيلة بدل الخنوع والذلة ، وهو القائل:"لا أرى الموت ألا سعادةً والحياة مع الظالمين ألا برما وسأما"، وهنا قال الأديب جورج جرداق:كان جند يزيد يقولون كم تدفع لنا من المال؟؟ ، أما أنصار الحسين يقولون لو أننا نقتل سبعين مرة فأننا على أستعداد أن نقتل أخرى، وأنتصرَ الحسين بدمهِ ومظلوميتهِ للأنهُ أعتمد على (قوة المنطق) بينما أعتمد عدوه على (منطق القوة).
2-لم ينحني بالرغم من مقتل أولاده وأخوته وأعز أصحابه ولم يركعْ ، حين تمزقتْ رايته ولم " تنكسْ"، وحينَ تمزقتْ أشلاؤه ولم "يركع" ، وحين- ذبح أولاده وأخوته وأصحابه ولم "يهن"!!!!! { أي جبلٍ أنت يا مولاي؟؟؟ !!!}
3-أنها عزة العقيدة في أعظم تجلياتها لأنّ الشهادة في سبيل الحرية أرفع وأسما شهادة يكتبها التأريخ في أرشيف الشعوب خالدة الى الأبد ، وأن الشهادة تزيد في أعمار المستشهدين (حين نرى كيف أن أستشهاد *عبدالله الرضيع* يعتبر اليوم من كبار عظماء الرجال.
4- فضحتْ نهضة الحسين علماء السوء وعاظ السلاطين حين أفتوا هدر دم الحسين لخروجه عن طاعة ولي الأمر، وهم يعلمون حقّ المعرفة فساد وطغيان وأستبداد وجور يزيد بن معاوية .
5- ونتيجة جميع أنتفاضات الشعوب ، وثوراتها ليست رقميّة بحسابات الربح والخسارة بل ترك أرشيف نضالي ثر في سجلْ التأريخ البشري ، فثورة الحسين مدرسة نضالية لكل الثوار في العالم ، حين رسمتْ لهم نظرية " مفهوم الثورة"
وأختم هذه الأسطر المتواضعة والقليلة بحق هذا الطود الشامخ والأسطورة التأريخية الفذة بشهادة المستشرق الألماني ماربين: "قدم الحسين للعالم درسا في التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال مظلوميته وأحقيته، لقد أثبت هذا الجندي الباسل لجميع البشر أن الظلم والجور لا دوام له مهما كانت قوته ألا أن يكون أمام الحقيقة والحق كريشةٍ في مهب الريح".
وشهادة الزعيم الهندي الماهتما *غاندي* حين قال في حق الحسين : يخاطب الشعب الهندي بالقول المأثور:على الهند أذا أرادتْ أن تنتصر فعليها أن تقتدي بالأمام الحسين ، وقال لقد أثمرتْ دماءُ الحسين في كربلاء شجرةً أستظلَ تحتهاجميع الفقراء والمظلومين ، وقال قولته المشهورة :تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصرْ..
مقالات اخرى للكاتب