بغداد – تذرف حكومة نوري المالكي دموع التماسيح، ألما على حال الشعوب العربية، وتزدحم أرجلها في التراكض للتخفيف عن وطأة الألم والعوز التي تعيشها الدول العربية، في حين أن حكومة المالكي تصر متعمدة على إغلاق عيونها عن واقع الشعب العراقي الذي يعاني الأمرين من خدمات رديئة وفقر مدقع وتنامي معدلات البطالة، وعدم حصولهم على مساكن حقيقية.
فرغم وقوع بيوت الطين على روؤس ساكنيها في العديد من المحافظات العراقية بسبب هطول الأمطار الغزيرة، وفيضان أغلب الشوارع العراقية بسبب الأمطار وأنهيار مجاري تصريف المياه، والنقص الكبير في المدارس وأعتماد أغلب مدارس بلاد الرافدين على تقسيم الدوام في المدرسة الواحدة إلى ثلاث أو أربع، وتنامي نسب الفقر في البلاد لتصل إلى 37 بالمائة، تحتل المحافظات الجنوبية المراكز الأولى بنسبة 48 بالمائة. يصر المالكي وحكومته على النظر إلى العمق العربي وفتح الخزائن العراقية امامه لطلب الدعم والنصرة في الوصول لولاية ثالثة وربما رابعة وبناء ديكتاتورية جديدة مدعومة عربية بعد أن حصل على دعم أسياده الأمريكان والبريطانيين.
وكان وفد رسمي عراقي عاد صباح اليوم الثلاثاء إلى العاصمة العراقية بغداد قادما من قطاع غزة، بعد زيارة له أستمرت لعدة ساعات قدم الوفد خلالها مبلغ ملياري دينار عراقي كمساعدة من حكومة نوري المالكي للحكومة المقالة في غزة، فضلا عن تقديم الكثير من المساعدات الإغاثية المتنوعة للقطاع المحاصر صهيونيا.
في وقت أطل الناطق الرسمي بأسم الحكومة علي الدباغ، على الإعلام ليعلن أن حكومة نوري المالكي الغاضبة عليه بشدة، قررت منح الاردن، مائة الف برميل من النفط الخام كهدية، رغم المعاملة السيئة التي يتعامل بها العراقيون من قبل المخابرات الاردنية، والاذلال في طرح الاسألة من قبلهم عند المعابر الحدودية. الدباغ وفي أول ظهور إعلامي له بعد الخلاف بينه وبين المالكي قال ان "مجلس الوزراء وافق على منح مائة الف برلميل نفط خام هدية للشعب الاردني الشقيق".
وأنتقد برلمانيون ومواطنون عراقيون هذه التحركات صوب الدول العربية لتقديم مساعدات بمبالغ كبيرة من أموال الشعب العراقي، في حين تعاني المحافظات العراقية الفقيرة من مشاكل عدة، حيث ان جميع المدن العراقية بحاجة الى الرعاية والإهتمام وإصدار التشريعات ومراقبة أداء الأجهزة التنفيذية فيها، قبل الذهاب الى المدن العربية وتقديم المساعدات.
وسقطت خلال الامطار الاخير عدد كبير من المنازل في عدد من المحافظات وهي تنتظر من يعينها على بناء مساكنها ولم يمر حتى اللحظة أي مسؤول حكومي بهم كانوا يأملون لو ان مشاعر المسؤولين تجاه الدول العربية مثلما هي عليهم ويمنحوهم جزءا بسيطا ليعيلوا عوائلهم او يبنوا مساكن لهم.