رغم كل التطور والسعي الى مواكبته في بعض الدول العربية والذي يشابه ما موجود في أوربا وأمريكا واحيانا يزيد عليه إلا أن الإنسان القادم من الغرب مازال يعتبر العرب والمسلمين متخلفين او قليلي الفهم حتى في دول او مدن عربية تعتبر متطورة مثل دول الخليج وتحديدا مثل مدينة دبي .فعندما يتكلمون مع الإنسان العربي يكثرون من الاشارات ويتكلمون ببطء مع انهم يعلمون اننا نتكلم اللغة الانكليزية ونجيدها باتقان وعندما يتكلمون مع بعضهم البعض حتى لو كانوا من جنسيتين مختلفتين لا نرى ذلك . ولمن يتابع سينما هوليود ويرى الافلام التي تظهر فيها مشاهد للعرب والمسلمين دائما يظهرونهم اناس يرتدون العمائم وملابسهم متسخة ومنازلهم من سعف وطين او يسكنون في خيم حتى في بلدان تعتبر متطورة الان مثل دولة قطر الذي ظهرت فيها مشاهد من فلم المتحولون Transformers زعموا انها لقرية في قطر كلها بيوت من سعف و طين ويرتدون ملابس رثة وتظهر مشاهد فيه لفرقة عسكرية امريكية يرافقها طفل قطري يرتدي عمامة وملابس متسخة وهذا الفلم قبل ثلاث سنين أو اكثر . علما ان معدل صرف العائلة القطرية العادية هو الاكثر في الشرق الأوسط حيث بلغ ما يقارب اكثر من خمسة وعشرين الف دولار في الشهر حسب التقرير والاحصائيات العالمية وهو مبلغ لا تنفقه العوائل في اوربا او امريكا .
يعتقد الغربيين أنهم يسبقون العرب في التفكير والثقافة والتطور وهذا سابقا كان صحيح ولكن الآن ومع تطور الإنسان العربي استغرب أن هذه النظرة ما زالت موجودة .الإنسان العربي يحمل نفس الهواتف المحمولة الذكية التي يحملها الغربي ويستعمل نفس الحاسبات التي يستعملها الغربي ونفس الماكنات والأمور الأخرى التي تستعمل في لديهم . والإنسان العربي و خصوصا الجيل الجديد في لبنان ودول الخليج والمغرب العربي معظمهم يجيد لغتين (الانكليزية والفرنسية) بالاضافة إلى لغته الأم في حين أن الإنسان الغربي عادة لا يجيد إلا لغته الأم .
أعتقد أن السبب في نظرة الانسان الغربي الى الانسان العربي بهذه الطريقة هي بسبب النظرة السياسية عموما التي زرعت في الانسان الغربي منذ الصغر في الإعلام وفي المدارس والمناهج والتصنيف العالمي دول نامية .دول العالم الثالث …الخ . بالاضافة الى انهم يعتقدون أن الإنسان العربي مسير غير مخير تحكمه الأنظمة القمعية والعقائد الدينية لا يهتم بالحرية والحياة إلا أن ثورات الربيع العربي أثبتت أن الإنسان العربي تواق للحرية ولكن للأسف في نفس الوقت أثبتت انه ما زال أسير للعقائد الدينية وسرعان ما تحولت هذه الثورات التي تطالب بالحرية إلى صراع مسلح على اساس طائفي وعقائدي دمر كل شيء تقريبا في بلدان الربيع العربي لدرجة أصبحت فيها الناس تترحم على عقود حكم الأنظمة الديكتاتورية القمعية .
مقالات اخرى للكاتب