ليس غريبا ان تسعى جميع الاحزاب السياسيه في العالم و ليس العراق فقط الى الفوز في اي انتخابات سواء كانت على مستوى بسيط كمجالس المحافظات او الاقاليم او مستوى كبير كالانتخابات الرئاسيه فهذه هي احدى وظائف الحزب السياسي التي طغت على سائر الوظائف الاخرى و ليس غريبا ايضا السعي المتواصل لاي حزب للبقاء في السلطه بعد وصوله اليها او على اقل تقدير الفتره التي يحددها القانون كامله دون نقصان مستخدمة جميع الوسائل المشروعه و الغير مشروعه و ان كانت الاخيره كثيرة الاستخدام في العراق و لكنها في النهايه سياسه لا قواعد اخلاقيه تحكمها بل حتى القانون لا يستطيع احيانا السيطره عليها بل قد تعمد الاحزاب التي تصل الى السلطه في بعض الاحيان الى تسيير القانون حسب توجاتها و هو ما نراه في العراق ايضا و سائر الدول العربيه التي لم تصل بعد الى مرحلة الوعي السياسي و معرفة الهدف منه و النتائج التي يمكن الحصول عليها اذا ما تم استغلاله بالشكل الصحيح.
ان التجارب الانتخابيه التي خاضها الشعب العراقي كان لها العديد من النتائج و من ابرزها الفشل الذي بدأت الحروف تشعر بالملل لكثرة ما كتب عنه دون وضع حداً له و لكن من النتائج الاخرى التي يجب الرجوع اليها هي الصراع من اجل الفوز في الانتخابات شرط ان يكون الفوز لحزب او مكون معين فقط و اما الخساره التي يجب ان يجتمع الجميع حولها و يتحملون مسؤوليتها و ربما اشرنا في بداية حديثنا الى عدم ووجود سبب للاستغراب من الرغبه في الفوز و لكن ليس بشكلا مطلق أي لا يعني الفوز ابعاد الاخرين ممن شاركوا في الانتخابات او تهميشهم علما ان الفوز لا يعني بالضروره ان يكون مطلقا بل هو نسبي أي حصول الفائز على اكبر عدد من الاصوات و ليس جميعها (اغلبيه) و بالتالي فالخاسر لا يعني رجوعه الى بيته بل تقع عليه مسؤوليه الفكر الذي تبناه خصوصا و انه تقدم لخدمة الوطن و الشعب و هذه الخدمه لا تقضي ان تتم من خلال الفوز في الانتخابات او الوصول لمنصب معين.
ان التعامل من منطلق الفوز او الخساره لن يجدي نفعا خصوصا في بلد كالعراق الذي ينازع من اجل البقاء بل ان الواجب يحتم على السياسيين ان يتناسوا انتمائاتهم السياسيه و غيرها من الانتماءات و تذكر انهم عراقيين و ان مهمتهم الاولى و الاخيره هي اخراج العراق من وضعه الصعب بصرف النظر عن الفائز و الخاسر بل يجب ان لا يوجد خاسر لان بناء الدوله و اعمارها و بناء اقتصاد قوي و مؤسسه عسكريه وطنيه قويه و مجتمع مثقف سيأتي بالنفع و الفوز للجميع و اما الخساره فستكوي الجميع بنارها و لن ينفع بعد ذلك فوز.
مقالات اخرى للكاتب