غم الظروف السياسية والأجتماعية المُرتبكة والمآسي والمفاسد والأزمات الصعبة التي يمر بها العراق وشعبه من أرهاب وقتل وتفجيرات شبه يومية .. والوضع الذي يتطلَّب من الجميع تظافر الجهود الوطنية والأنسانية من اجل أخراج العراق من المِحَن التي أحاطت به من كل جانب ويدعوهم الى زيادة العمل بكل الأمكانيات والحفاظ على نسيج العراق ولحمة أبنائه بكل مكوِّناته وطوائفه وأثنياته ونبذِ الفرقة والتشاحن والتباغض وأطفاء نيران الطائفية التي شجَرها التدخل الدولي والأقليمي لأحراق العراق وشعبه .
تطالب بعض الاصوات السياسية النفعيّة والمأجورة بتقسيم العراق الى مناطق وأقاليم تحت مُسمَّى الفيدرالية او الكونفدرالية بذرائع ومبررات لم تعُد خافية على الناس الواعين والوطنيين الشرفاء والتي لا يخفى على الجميع ان الغاية والهدف الاساسي من ورائها هو تقسيم العراق وتشظّيه وزيادة في التناحر والتصارع على السيادة والمناصب وسرقة خيرات العراق ونفطه وامواله ومقدّراته .
لذلك نجد من العار والمعيب والقبيح موقف السياسيين والمثقفين والنفعيين مهما كان توجههم وثقافتهم وأنتمائهم السياسي والديني
خيانة العراق وأرضه وشعبه ودينه وحضارته واخلاقه ومقدساته وتأريخه الذين تخلّوا وتجرّدوا وعصَوا ابسط الواجبات والضرورات السياسية والاجتماعية والأخلاقية والشرعية والأنسانية في توعية الناس ونصحهم وبيان المخاطر الجسام التي تحيط بهم والتي يراد تمريرها عليهم من خلال فتنة فيدرالية البصرة وغيرها من المناطق والمحافظات التي يراد منها ان تجرّ الى فدراليات وفدراليات فيقسم العراق ويقطع إرباً وأوصالاً وقطعاً متناثرة ومتشضِّية ومتناحرة ومتناطحة ومتصارعة ومتقاتلة .
فماذا بعد الفيدرالية ..؟
سوى تفكك البلاد وتقسيمها وزيادة في السرقات والسطوة والتسيّد على رقاب الناس .
وهل الأوضاع الوطنية المتأزّمة والغير مُستقرّة تسمح الآن بمثل هذه المقترحات؟
وحتى لو كان الوضع العراقي مستقرا فأن هناك اكثر من سبب وسبب يمنع هذا .. بل يُعتبر هذا المقترح من أسوأ الخيارات وأقساها!
فأذا كان ابناء البصرة (وهم خير مثال في ارض الواقع) لم يجنوا طول هذه الفترة منذ سقوط النظام البعثي المقبور ولحد الآن ممّا خُصِّص لمحافظتهم ولم يحصل المواطن البصري على شيء مما خُصِّص لمحافظته فالسُّراق أضافة الى تسلّطهم يتربعون على عرش الواردات النفطيّة للمحافظة وغيرها من الموارد .. فماذا يمكن ان تجلب الفيدرالية للشعب سوى زيادة في المظالم والمآسي والمفاسد وزيادة في التسلّط والنهب والسلب والسرقات ..؟.
فضلا عن هذه الاسباب الوقائع والحقائق الوطنية والانسانية والحضارية ..
على هؤلاء السياسيين والنفعيين ان يعوا ويعرفوا جيدا إن الناس الوطنيين الشرفاء ابناء العراق العظيم بكل طوائفه وأقليّاته لم ولن يرضوا او يقبلوا بتقسيم العراق تحت أي مُسمى او مبررا كان .
مقالات اخرى للكاتب