العراق تايمز: كتب محمد عمراني..
في وقت تطالب الحكومة الكفاءات العراقية المهاجرة بالعودة الى البلد، تقف اجراءات روتينية قاتلة في وجههم لتحول دون رجوعهم، بينها معادلة الشهادة وبيروقراطية مؤسسات الحكومة.
واتهمت عضو لجنة العلاقات الخارجية النائبة ندى الجبوري، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بـ"التلكؤ في تسهيل تنفيذ قانون عودة الكفاءات العراقية المهاجرة الى البلاد".
واطلق نشطاء مدنيون حملة للتضامن مع الباحث والشاعر د. شاكر لعيبي الذي غادر العراق في بداية ثمانينيات القرن الماضي، وحصل على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماعي الفني من جامعة لوزان في سويسرا وهي افضل جامعات العالم. لكنه ينتظر موافقة وزارة التعليم العالي في بغداد منذ عام ونصف العام على معادلة شهادته، دون الحصول عليها.
واطلق الناشط المدني اوروك علي حملة للتضامن مع لعيبي تحت أسم (شاكر لعيبي ... يليق بالعراق) وقال "نطلق حملتنا هذه من اجل توفير الظروف المناسبة لعودة الشاعر والمترجم والاكاديمي شاكر لعيبي، خريج جامعة لوزان السويسرية والاستاذ الحالي في جامعة قابس في تونس".
واضاف، "حملتنا موجهة الى وزير التعليم العالي علي الاديب ووزارة التعليم العالي لمعادلة شهادة دراسته العليا وتكريمه وتحقيق عودة مشرفه له كونه احد الكفاءات العراقية التي تليق بالعراق، والعراق جدير باحتضان ابنائه الخلص والانقياء والكفوئين".
وكتب الشاعر والاعلامي عبد الزهرة زكي في صفحته على "فيس بوك"، ان "الأمة التي لا تعرف كنوزها وثرواتها البشرية لن تعرف طريقها إلى التقدم" في اشارة الى ما يمر به شاكر لعيبي. وقال ان "لعيبي أغنى من أن يُعرّف به، وهو واحد من ندرة من مثقفينا الذين يحق لنا ولثقافتنا وللعراق أن يفخر بهم، ولعل من مسؤوليات وزارة التعليم العالي ووزارة الثقافة وجميع الجهات ذات الاختصاص أن لا تنتظر وقوف أحد منهم على أبوابها، وأن تسعى هي عبر لجنة مختصة ومطلعة وعلى معرفة بمثقفينا وكفاءاتنا خارج البلد للاتصال بهم بشكل مباشر وتذليل كل الصعوبات التي تحول دون عودتهم للبلد الذي هو في حاجة ماسة لهم ولخبراتهم، وأن نستفيد في دوائرنا الثقافية خارج العراق ممن لا تسمح له ظروفه بالعودة.
وكتب الشاعر والاعلامي جواد الحطاب، معلقا "اضع اسمي بتصرف الاسماء التي تقترحونها لصياغة البيان المطلوب.. فـ (لعيبي) فضلا عن اهميته الشعرية في المشهد الثقافي والادبي العراقي والعربي، هو قامة اكاديمية عالية الجناب وتكفي ترجماته ومؤلفاته العديدة والمنوعة لتزكية حتى اليوت او ادغار الان بو، واذا اكو واحد يفتهم بالحكومة او بوزارة التعليم العالي فعليه ان ( يطلب ) لا ان (يوافق) على عودة الدكتور الى وطنه ليساهم بإعلاء شأن الدرس الاكاديمي الذي اساء اليه المزورون وحملة شهادات الصدفة".
من جانبه تضامن الشاعر أحمد الشيخ علي مع معاناة لعيبي التي اخذت صدى واسعاً في الاوساط الثقافية، وكتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، ان "لعيبي له رغبة في العودة إلى وطنه والخدمة من على أرضه، هذه الرغبة هي خياره وليس اضطراره"، مضيفا، "شاكر لعيبي ليس بحاجة لنعرف به، فقد فعل الرجل ما يتوجب عليه ليشد اﻻنتباه لمنجزه الثقافي الكبير
وطالب الشيخ، "جميع المثقفين واﻷكاديميين والناشطين المدنيين أن يضغطوا على المسؤولين في الحكومة لتفعيل ما هو مجمد من القوانين التي تدعو لعودة الكفاءات، وتذليل كل عقبة من الممكن أن تعترض هذا اﻹجراء".
وكانت عضو لجنة العلاقات الخارجية النائبة ندى الجبوري، قد اتهمت في حديث صحفي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وعدد من الوزارات بـ"التلكؤ في تسهيل تنفيذ قانون عودة الكفاءات العراقية المهاجرة الى البلاد"، لافتة أن "لجنة العلاقات الخارجية لديها الكثير من الشكاوي حول عدم نيل الكفاءات والأساتذة العراقية العائدة، حقوقها التقاعدية".
وأعربت الجبوري عن اسفها لـ"عدم القدرة على تسهيل عودة الأكاديميين والأطباء العراقيين المغتربين الى البلاد، بسبب مسميات واتهامات وغيرها".
من جهاتها ذكرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، انه "لغرض تسهيل وتسريع الاجراءات الخاصة بالكفاءات العراقية العائدة تم استحداث نظام التقديم والمتابعة الالكتروني لتقييم ومعادلة الشهادات الصادرة من خارج العراق".
