عرضت قناة البغدادية في برنامج الساعة التاسعة جانب من تظاهرات لمنتسبي وزارة الصناعة الذين حرموا من صرف رواتبهم وتظاهرة أخرى تطالب بتغيير آمين بغداد، أحد المتظاهرين حقيقة شدني على كتابة هذا الموضوع عندما صرخ صرخة عراقية وقال ((ياعالم العراق حضارة ثلاثة آلاف سنة)) وأعاد هذه الجملة ثلاث مرات وهو يرفع بيده خريطة العراق التاريخية، هذا لا يمثل فقط المجموعة التي قطعت رواتبهم وإنما هو لسان كل عراقي وضمير كل عراقي، هذا الصوت يطالب بالعدل والمساواة ورفع الضيم عن جميع ابناء العراق وهذه رسالة لكل مسؤول في حكومة الدكتور حيدر العبادي الذي تحمل مسؤولية إرث مليء بالفساد والفاسدين وسراق المال يحاول بكل الطرق اصلاح المؤسسات الحكومية التي لم تقم بواجبها في خدمة العراق والعراقيين ورفع المعوقات التي وضعت في طريقه من قبل الذين لا يهمهم العراق ولا المال العام بل يهمهم كيف يستفيدون ويسرقون.
إن صرخة المظلوم مسؤولية تقع على كل مسؤول فكيف لهذا المسؤول قطع رزق مئات العوائل بحجة التقشف الحكومي؟ وهل أن قطع رواتب هؤلاء هو القرار الذي سوف يوقف عملية الفساد والترهل؟ أم هي عملية يراد منها الإساءة إلى حكومة العبادي وقراراتها، وهي شرارة قد تحرق الأخضر واليابس إذا ما عولجت بطرق تخدم أولاً مصلحة المواطن المظلوم وإيقاف الإجراءات السريعة وغير المدروسة، وأن تحصر اجراءات التقشف بمكتب رئيس الوزراء، وأن لا تترك إلى مزاج مسؤولين ممن لا تعنيهم هذه الشريحة المظلومة أو تلك التي تطالب بحقها من ثروات العراق.
إن مهمة حكومة الدكتور حيدر العبادي تقع عليها مسؤولية صعبة في إيجاد الأرضية للإهتمام بكل مواطن، وإن ما تعرضه أجهزة الإعلام وفي مقدمتها قناة البغدادية من تقصير المؤسسات الخدمية والإنتاجية هو المفتاح الذي يفتح الأبواب للكشف عن الترهل والتسيب والفساد في هذه المؤسسات، وأن الأسبقية قبل التقشف هو فتح ملفات الفساد ومحاسبة كل مسؤول تسبب بضياع المليارات من الدولارات بمشاريع فضائية أو قام بسرقة المال العام، لأن العراق اليوم يعاني من ضياع أبسط الخدمات ويواجه في نفس الوقت حرب إرهابية يراد منها طمس تاريخ العراق وحاضره، وأن الفساد والإرهاب هو عملة واحدة، وأن الدفاع عن العراق ضد هذه الهجمة الإرهابية يجب أن يصاحبها اجتثاث ومحاسبة كل من يضر العراق، أرضاً وشعباً وإقتصاداً، وهذه هي المهمة التي يجب على كل مسؤول في حكومة العبادي تحملها، وأن تكون صرخة هذا المواطن المظلوم شعاراً وعملاً لكل من يحب العراق ويضحي من أجله.
مقالات اخرى للكاتب