لم تقدم الكيانات السياسية العراقية لا كبيرها ولاصغيرها بمرشحيها ( لوزارة التكنوقراط) باستثناء السيد مقتدى الصدر ، ما يعني خروجاً منه عن الاجماع الوطني، والوجه الاخر لهذا الخروج يفيد أنه وحده مع حكومة العبادي. وبأدراج أسماء من عنده كممثلين للكيانات الاجتماعية في قائمة مرشحيه للتكنوقراط. أثبت عدم احترامه للكيانات بما فيها الشيعي الذي له احزابه التي تمثله. وبتهديده النواب الذين قد لا يوافقون على (إصلاحاته) وجعلهم (عبرة لمن اعتبر) فأنه ارتكب عملاً لا اخلاقياً مخالفاً للدستور.. الخ والذي عبر عنه عضو في حزب الدعوة ايضا.
بعد تراجع نظرية ( الممثل الوحيد للشعب) حري بالصدر أن يعلم انه لايمثل سوى جزءاً ضيقاً من شيعة العراق، اذا علمنا انه يحوز على نحو 40 مقعداً في البرلمان من مجموع ما يقارب ال 160 مقعداً شيعياً ورحم الله امرئاً عرف قدر نفسه وتوقف عن الاتيان بالسلوك الذي يعتقد بأنه (الممثل الوحيد للشعب) وليفهم ايضاً، ان الذين يمثلون الشعوب العراقية هم: الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني و البرلمان وليس الذين نشرهم امام المنطقة الخضراء والذين مهما كثروا فأنهم سيظلون دون عدد سكان بغداد وحدها والبالغ عددهم ما يقارب ال 7 ملايين نسمة، في وقت ان الذين زج بهم الصدر في ساحة التحرير وامام تلك المنطقة لا يتعدون بضع عشرات الالوف.
أؤكد، ان السيد الصدر لا يفقه ذرة من الاصلاحات ولا الحريات ولا الديمقراطية أو حقوق الانسان وعلى الضد من التغيير الذي ينشده العقلاء والمخلصون وهو تطبيع العلاقات مع السنة والكرد و الكيانات الاجتماعية الاخرى، وتطبيق المادة 140 واجراء الاستفتاء والاحصاء السكاني والاتفاق السياسي الذي وقع بين العبادي وممثلي السنة ومطالب اخرى للاخير. ويؤسفني القول ان الصدر بتصرفاته ينتمي الى نفر من القادة كانوا وما زالو محل تهكم وسخط العالم في ان من امثال: عيدي أمين وجيرونوفسكي وزعيم كوريا الشمالية الحالي والراحل القذافي.. الخ بسبب من سلوكهم الاعقلاني، أو لم يأمر الصدر اتباعه قبل اعوام للاستعداد لاستقبال المهدي المنتظر؟
مقالات اخرى للكاتب