التاريخ الظالم قد ينسى رجالا خدموا شعبهم بتجرد رجال ساهموا بنهضة العراق بغض النظر عن العمالة ولم يكن دافعهم الانانية او المصلحة المادية ولم تتلطخ أيديهم بدماء شعبهم ولم تتدنس اياديهم بالمال الحرام وتركوا ارثا يفتخر به شعبهم وخلفوا لنا من بعدهم من يحمل اسمهم ويمنح بلدهم من يواصل مسيرة البناء بإنجازات خالدة فمحمد حديد لم يمت بل واصلت ابنته بنفس المنهج في التفاني من اجل بناء صروح حضارية فزها حديد ابنة العراق ابنة محمد حديد هو خير شاهد على أعظم انجاز هذا الرجل وكل الشعوب؛ فهي ابنة العرب و المسلمين؛ فبصماتها انطبعت في كل دول العالم صروحاً خالدة في مسيرة البشرية. وأحب بعد هذه المقدمة ان اذكر بعض جهود محمد حديد التي ساهمت بنهضة بلدة فعلاوة على كونه احد الرجال الذين شيدوا صروحا خالدة فمنذ العهد الملكي وصولا الى عهد عبد الكريم قاسم ثم الى سبعينات القرن المنصرم ؛ طوال مسيرة هذا الرجل لم يشكك أي سياسي او حاكم بنزاهة الرجل و مهنيته وحفاظه على أموال العراق ولسنا في مجال تعداد منجزاته كأحد ابرز الصناعيين في السبعينات كانت لنا صيدلية في مدينة الشعب و عندما نريد تجهيز الصيدلية بمواد التجميل نتوجه الى ارقى صناعات تلك المواد في السوق فنتجه لمعامل محمد حديد حيث نقتني اشهر اصباغ الشعر علامة (كولستون).
الألمانية وقاتل الحشرات او العطور النسائية مثل رذاذ الشعر ماركة (زها ) الذي سماه باسم ابنته او بودرة (مايكروسوفت )العالمية و عند منع الماركات الأجنبية سماها باسم حفيدته تالة و كان رحمه الله ينتج كل مستلزمات العائلة من مواد تجميل حتى الجوارب النسائية ماركة الحسناء و كانت العائلة العراقية لا تقتني الا منتجات محمد حديد و كان لا يبيعها لإصحاب الكماليات لانهم يبحثون على الأرباح فقط فلا يوزعها الا على الصيدليات و يجهز كل صيدلية (بدرزنين) شهريا.
ولان هذه المنتجات تباع فورا والعوائل تشتريها باي سعر فكان أصحاب الكماليات يبيعوها بالسوق السوداء بعد ان يحصلوا عليها من بعض الصيادلة الذي يتوخون الربح المادي و تباع بإضعاف سعرها وكان يرسل كل مصنوعاته الى بريطانيا ويحصل على تقييم السيطرة النوعية الاوربية ولم يكن مجبرا ً على ذلك او ان الدولة لم تشترط عليه ذلك ولأنه يبغي جودة منتجاته كان يتكلف مبالغ طائلة وجهودا جبارة في سبيل ان يكسب ثقة الجمهور فاين نحن من مثل هؤلاء الذين يحرصون على الجودة وخدمة الجمهور وكذلك كان في ادارته للوزارات التي تسلمها ولحزبه الديمقراطي التقدمي الذي انشق عن الحزب الديمقراطي لكامل الجادرجي.
ماذا لو سمينا شارعا او بنينا تمثالا لزها حديد او والدها محمد حديد وهو من رجال عبد الكريم قاسم وخدم العراق .
مقالات اخرى للكاتب