صديقي معجب بأسطورة (روبن هود !) وكل الاساطير المشابهة لها في تراث الشرق والغرب ‘ تلك الاساطير التي تتحدث عن ( اللصوص الشرفاء !) الذين كانوا يهجمون على الاغنياء وقوافلهم التجارية و ماياخذوه ( يسرقوه !) يقومون بتوزيعه على الفقراء والجياع في مناطق نشاطاتهم ‘ جائني هذا الصديق قبل أيام وبيده صحيفة فيها خبر عن صحوة ضمير أحد اللصوص في أمريكا ‘ يقول الخبر أن لصاً سرق قبل أعوام مبلغ من المال من أحد المتاجر ‘ وبعد مرور تلكَ الاعوام ‘ رأى نفسه في احد الايام يشعر بذنب واخذ ورقة وقلم وحسب ربح ذلك المبلغ لوكان مودعاً في المصرف ‘ جاء بالمبلغ المسروق واضاف اليه الربح وارسله بريدياً إلى المتجر الذي سرق منه المال ! مع رسالة الإعتراف بالسرقة وفي الختام إعتذر من فعلته ‘ بعد أن قرأ صديقي الخبر قال بكل جدية : لابد أنكَ مطلع كما أنا على مايحصل في بلدنا من سرقات لأموال العامة ؟ وتعرف وكما كل الناس تعرف أن الحديث عن هذه الظاهرة منذ عام 2003 ليس حديث من كره (تحرير العراق ! ) لاسامح الله ‘ إنما يتحدث عنها من في المواقع المسؤولة ‘ وهم وبأنفسهم ينشرون وساخة ما يحدث على الهواء و المواقع والاجهزة اإلاعلامية الصديقة والرسمية !! فعلى سبيل المثال ‘ أنا بنفسي قرأت وثيقة من وثائق الرقابة المالية ( وهذه دائرة حكومية وليست منظمة معارضة او مخرب يريد تخريب العملية السياسية موفقة جداً في بناء العراق ) يتحدث مرة عن ضياع ( لاتقول سرقة !) 250 مليار دينار في صفقة ! و في مكان أخر ضياع 400 مليون دولار ....وعشرات نماذج أخرى وأرقام خيالية ...
وأستطرد صديقي وأضاف : أن الحديث وبهذه العلنية عن هذه الظاهرة يعني أن هذه المبالغ في مكان أمن ! ويتصرفون بها بكل راحة ‘ بدليل لاأحد سمعَ ولا رأى ولا قرأ عن أي إجراء ‘ من أي نوع يؤكد ان هذه المبالغ سرقة الفلان وتم إتخاذ مايلزم لاسترداد المبالغ....ألخ ‘ وهناك هيئة النزاهة وهي هيئة رسمية إضافة للجنة النزاهة في المؤسسة الممثلة للشعب( البرلمان !) و جهتين يعلنون وبشكل غريب أخبار ومعلومات عن السرقات وضياع المال العام وحدوث الفساد يزكم منه انوف ولكن وكما يقولون الاخوة المصريين ( لامن شاف ولامن درا ) لاأحد يعرف من هو السارق والمهرب والمستفيد !! فقلت لصديقي : وبعدين ؟ عندك خطة لمعالجة هذه الظاهرة ؟ قال : لا... بس اقول مادام لم نرى ولم نسمع عن اي إجراء رسمي للحد من هذه الظاهرة هذا يعني كما قلت أن الآموال في أمان وأكيد (شغالة!) إذا لماذا لايرحمون هؤولاء بأهل البلد وبدل أن يهربون الاموال إلى الخارج ويشغلونها هناك ‘ يشغلون تلك الاموال في مشاريع رابحة لهم ولبلدهم الذي يستر عليهم ؟ لماذا لايفكرون بالناس كما كان يفكر روبن هود أو لماذا لايصحى ضميرهم كما حصل للسارق الأمريكي وهو متربي في ظل نظام الشيطان الأكبر و لصوصنا أهل بلد الرسالات السماوية ؟ ... قلت له : والله راح أكتب عن مقترحك.. فعسى ولعل !!
مقالات اخرى للكاتب