اليوم كلاب . . . وغدا جيش وبساطيل وقوات اجنبية تعتقل المعتصمين, وربما تلغي العملية السياسية من اليفها الى ياءها, وتمارس عملية تكميم الأفواه. . . !
سؤال بحجم نكبات وخذلان الشعب العراقي . . .
هل الكلاب البوليسية باتت منتخبة شرعا من قبل الشعب العراقي كممثلين لهم (عند الطلب) في البرلمان العراقي لتشارك في ترهيب وتخويف وحصار البرلمانيين المعتصمين في جلسة البرلمان العراقي؟!, وما حصل اليوم كان مثالا واضحا لدور تلك الكلاب البوليسية.
لم اصدق نفسي وانا أرى الكلاب البوليسية تعتلى منصة مسرح البرلمان (برلمان الخداع والنفاق والكذب وتظليل الرأي العام)
مشهد مؤلم ومضحك, يا لسخرية القدر . . .!
المشهد السياسي للبرلمان العراقي يمكن قراءته اليوم في عدة محاور:
أولا: محاولة سحب البساط من تحب اقدام النواب المعتصمين بأسلوب ماكر وخبيث, لا يتماشى مع أسس وقواعد اللعبة السياسية المتّبعة في كافة الدول الديموقراطية, وهو أيضا بمثابة محاولة لقمع الأرادة الوطنية, وثني ذراع الشارع العراقي الملتهب, المتظاهر ضد قوى وتكتلات المحاصصة, ومافيات الفساد التي هدمت المشروع الوطني, وقوضت المشروع الديموقراطي, واستهزأت بكرامة المواطن.
ثانيا: صرع ارادات وأجندات سياسية يراد منها تصفية حسابات (حديثة قديمة) بين كتلتي المالكي (كتلة دولة القانون) وبقية الكتل في داخل الصف الوطني الشيعي, وبين المالكي من جهة أخرى وبين وحيدر العبادي في داخل اروقة حزب الدعوة الذي ينتمي له كلاهما, وهذا بدوره سيأزم الموقف المتأزم اصلا, ويزيد من ضبابيته, ويعمق الأنقسامات والصراعات,
ويبلور روح التناحر والخلاف بين الأطراف المتصارعة للهيمنه على القرارات السياسية لصالح اجنداتهم الحزبية والشخصية في المنظور القادم.
ثالثا: الأجندات الخارجية المتحكمة بالعملية السياسية, هي صاحبة القرار الأول والأخير, اي ان القرار خارجي وليس قرار وطني, أما ما نسمعه ونراه في الأعلام وما نشاهده في اروقة البرلمان هو مجرد تمثيلية او مسرحية كوميدية يراد منها خداع وتظليل الرأي العام العراقي.
رابعا: تشبث الدكتور سليم الجبوري بمنصب رئيس البرلمان هو بمثابة رسالة واضحة للشعب العراقي وللنواب المعتصمين مفادها بأن منصب رئيس البرلمان هو منصب مخصص له في تلك الدورة على اقل تقدير, وليس بأمكان احد من المعتصمين ان ينافسه أو يزحزحه منه قيد انملة, لأن القرار هو قرار أمريكي أيراني مشترك, وليس قراراً برلمانيا عراقيا, ولو كانت السفارة الأمريكية لها رأيا آخر, لما تثبث سليم الجبوري بنمصبه المقدس, ولما تجرأ وتجاوز اصوات النواب المعتصمين الذين هم جزءا مهما من التشكيلة البرلمانية, ولما جرى ما جرى اليوم في برلمان الكلاب البوليسية المخجل.
خامسا: رئيس الوزراء حيدر العبادي لا يهمه حجم الألم والغليان الذي يكتسح الشارع العراقي, ولا يهمه عدد المتظاهرين والمعتصمين ضد سياساته الأرتجالية المتهرئه, وضد قراراته المترددة التي لم يحصد منها الشعب العراقي لا قمحا ولا شعيرا, لأنه يعرف جيدا ان الأدارة الأمريكية هي وراء تنصيبه, وهي من تدعمه, وهي وحدها من تبقيه وتعزله, أما اصحاب الكتل السياسية فهم اشبه ببيادق شطرج يخضعون للارادة الخارجية شاء زيد أم ابى عمر, وهذا شيء لم يعد مخفيا او متسترا عليه من قبل الأحزاب, بل اصبح الكثير منهم يتفاخر بالمشروع الخارجي علنا بلا خجل او وجل, أما ما يقال في الأعلام بأنهم اصحاب مشروع وطني لا يلوثه غبار الأجندات الخارجية, فهو مجرد هراء وسفسطة كلمات, وتظليل للرأي العام.
land.of.ishtar@gmail.com
مقالات اخرى للكاتب