هل اصبحت المدارس في العراق مكاناً للتعلم ام انها امست مدارس دينية …؟
وهل ان الفتاة الصغيرة التي لم تتجاوز ربيعها التاسع تحرك غرائزهم وشهواتهم الحيوانية…؟
اثناء تجوالي في مواقع التواصل الاجتماعي لفت نظري بعض من الصور في احدى المدارس الابتدائية لمجموعة من الفتيات الصغيرات اللواتي لم يفهمن معنى الحياة بعد يلبسن الحجاب الديني الذي يسترهن بالكامل وهذا ما عرفته بأن المدرسه تفرض ذلك الشئ لكونهن قد بلغن ووجب عليهن ان يتسترن …!
متى كان الحجاب رمزا لستر والشرف…؟
وهل ارتداء الحجاب سيمنعهن من اقتراف الخطيئة…؟
اي عقل تحمله تلك المديرة كي تفكر بهذه الطريقة الهمجية
اي نظرية تتبناها لتفرض عليهن اموراً لم ولن يفهموا معانيها وهم في هذا العمر
اليس على المدرسة تعليمهن الانسانية…..؟
اليس على المدرسة تعليمهم مفاهيم الدين قبل شكلياته….!
اليس عليهن ان يتمتعن بطفولتهن قبل ان يعين أنهن كبرن …؟
وما دور الاهل …؟
ما مواقفهم وردود افعالهم…؟
هل المفهوم الغلط للدين سيولد العنف ..،؟
أن هذه الافعال ستزيد من الظلم على المرأة وزيادة التسلط الذكوري عليها والسبب المرأة نفسها
ان من الغلط الكبير ان نعلمها انها فقط جسد وعليها ان تحذر الرجال ان تحذر الدين ايضا ان تحذر كل من حولها ان نرهبها من العقاب ان نخوفها ان صوتها عورة ان جسدها عورة ان خرجت الطفلة ابنة العشرة اعوام ستثير الرجال من حولها وهي لا تفهم معنى ذلك
هل علينا ان نقول كل ذلك لنزيد من بؤس المجتمع وزيادة لمظلومية وبذلك ننتج مجتمع متخلف يهيمن عليه الذكور وتبقى هي الخاسر الوحيد والاكبر في ذلك المجتمع
رغم انها اول من يضحي بكل شئ من اجله
علينا ان نعلمها ان تفهم الدين لا تخافه ان نعلمها ان جسدها ثورة وعقلها ثورة تستطيع ان تغير ذلك المجتمع بعلمها وثقافتها علينا ان نضرب لها امثال تقتدي بها امثال المهندسة المعمارية زها حديد واول وزيرة عراقية نزيهة دليمي وغيرهم الكثير
ان اردنا القضاء على التقاليد البائسة بحق المرأة علينا القضاء على تلك العقول المتحجرة اولاً
أن نغير مناهج الدراسة ونعيد صياغتها أن نعلمها كيف تكون حريتها وماهي حريتها لا أن نربط دائما وابدا أن الحرية هي الخطيئة وان طالبت بحريتها ستجلب الخزي والعار لاهلها أن الحرية هي حرية تعلم حرية الثقافة حرية الاختيار ان تناقش وان تعي ماتقول ان تفهم انها انسانة روح قبل ان تكون جسدا تثير الغرائز الحيوانية لدى بعض الذكور انها الام والاخت والزوجة والابنة علينا ان نعدها اعدادا صحيحا لتربي جيلا صالحا يغير ذلك المجتمع.
وكما قال الشاعر حافظ ابراهيم
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
مقالات اخرى للكاتب