معلومٌ للجميع أن التكفيرَهو ُشعارٌ ومنهجٌ للفكر الوهابي والسلفي والحركات المتطرّفة على إختلاف مشاربها وأصحاب العقائد الملوّثة والمنحرفة … هذه المجاميع التي تُسمّى دينٌ وعنونت إجرامها ومنهجها المتطرّف بأسم الإسلام...عودتنا على تكفير ثلاثةِ أرباع الكرةِ الأرضيةِ أو يزيد..مع إنها أكثر المخلوقات تمتعاً وأستهلاكاً لمنتجات مَنْ تكفّرهم ، وأسوأها أيضا في كيفية إستغلال منتجات ذلك العالم الذي يكفّرونه ! واكثرهذه المخلوقات سوءا وأشدها تخلّفاً أولئك الذين أستوطنوا الشرق الأوسط وأستعربَوا فهم أشدّ ُنفاقاً ونكراناً لأنعمِ الله وجهود خلقهِ الذين أبدعوا وأستغلوا
عقولهم وأستثمروا ذكائهم لخدمة الإنسانية ...، في مقارنة بسيطة بينهم وبين الذي يكفرونه ... يتضح لنا من هو أولى واحقُّ بعمارة الأرض .. .وليس هذا ترويجا لمن يدعونه كافرا ولكنها الحقيقة الساطعة والدامغة التي تفرض علينا الإعتراف بها..إنَّ هذا الذي يسمّونه كافراً قد فجّر من تحتهم آبار النفط التي كانت تربض عليها حيواناتهم وهم لايفهمون ولا يشعرون ، ثمّ وظّفَ لهم كلّ إمكانياته لتوفير كلَّ مايحتاجونه من خلال إستغلال ثرواتهم النفطية التي لم يكونوا يعلمون أين هي؟ هذا الكافر أخرجهم من كهوفهم وكافح الحشرات والطفيلات العالقة بأجسامهم ،
وفرّق بينهم وبين ابلهم بعدما كانت تشاركهم عيشهم ، لم يشفع لهم ولم ينفعهم فكرهم التيمي الوهابي السلفي، الذي أفسد الطبيعة البشرية ،أن يخلصهم من أمراضهم المزمنة والمعدية ، لولا ذلك الذي يسمونه كافرا والذي إستخدم عقله فأكتشف لهم الدواء الذي انقذهم من عللهم ، نفس هذا الكافر نفذ من أقطار السماوات والأرض فأبدع، بينما الخطاب القرآني بين يدي التكفيري مدعي الإسلام (يامعشر الجن والأنس إن استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات والأرض فأنفدوا لاتنفدون إلا بسلطان ...33 الرحمن) أجادوا ترتيله وتجويده وجهلوا معناه وهدفه الحقيقي .. ثم غاص ذلك الكافر في البحار ليكتشف كلَّ ما ينتفع به الإنسان ، سار في الأرض منقباً عن تراثها وآثارها ومكنونها باحثاً عماّ يخدم سكانها متجنبا نبش قبور الموتى كما يفعل أصحاب الشرائع المنحرفة من التكفيريين ! وفي الختام أن كل ما يتمتع به
العالم اليوم من تقنية وتكنلوجيا يعجزُ المرءُ عن إحصائها هي من إنتاج وإبداع ذلك الكافر وبغض النظر عن أهدافه ومايعتقد به التكفيريون وغيرهم بأنه يريد السيطرة على شعوب الأرض والهيمنة عليها سياسياً وحتى لو كان هذا هدفه الرئيسي فهو خير ممن يسعى في خراب الأرض ومن عليها ...ولكن فلنتعرّف على ما أعطاه التكفيريون والمتطرفون الى هذا العالم ؟ بل ماهو حجم ضرر وجودهم على هذه الأرض ؟ لقد ملئوا الدنيا إجراماً ودماءا وخرابا ، تفوقواعلى العالم بزراعة العبوات الناسفة لقتل الأطفال والنساء ..أجادوا وأبدعوا في تفخيخ السيارات لتفجيرها وسط الحشود
البشرية التي تخالف عقيدتهم الفاسدة..ملئوا البلدان مدارساً ومساجداً لتربية الأجيال وتدريسهم مباديء الكراهية والحقد والبغض حد الموت للأنسان الآخر الذي يخالف نظرياتهم التخريبية...قتلوا البراءة في أطفالهم وزرعوا فيهم وحوشاً وذئاباً لاتتردد عن أكل لحوم البشر وشرّعوا لهم الإنتحار دفاعاً عن مصالحهم بأسم الدين .... لامكان للجمال والسلام والتسامح في قاموس عقيدتهم ...أستبدلوا كلَّ جميل بالقبيح ..أشكالهم صورهم لباسهم منطقهم نظراتهم أحلامهم نفوسهم دينهم خطاباتهم قوانينهم شيوخهم فتاويهم كلُّها مستوحاة من عالمٍ يختلفُ عن عالمنا ...عالم
لايمت للإنسان بصلة وإن تشابهوا معه في الخلق والتقويم ...كل المؤشرات الإنسانية أستنتجت ودلت بشكل واضح بأن الفكر الوهابي السلفي الإخواني هو فكر تدميري لايصلح أن يتعبد به الإنسان السويّ.ولايمكن أن يطمئن له الأنسان الآخرمالم يتخلى عن عدوانيته وكراهيته لمن يختلف معه في العقيدة والدين ...وأن يسود الشعار العالمي الذي أعلنه إمام المتقين علي بن ابي طالب ع (الأنسان أخوالأنسان..أما اخ له في الدين وأما نظيرٌ له في الخلق )وبدونه لايصلححال البشرية.
مقالات اخرى للكاتب