كنت مثل ملايين اتابع مباراة اوروغواي وايطاليا مساء 24 الجاري،ودهشت لغرابة الواقعة!.فالحدث مباراة قدم على كأس العالم تنقل مباشرة الى ملايين الناس.والعاض لاعب دولي مهاجم محترف يمثل بلاده الاورغواي ذات السمعة الطيبة بكرة القدم،والمعضوض لاعب دولي مدافع محترف يمثل بلاده ايطاليا التي فازت بكأس العالم اكثر من مرّة.ورحت اتساءل (وابحوش) في علم النفس عن السبب الذي دعا لويس سواريز ان يعض جورجيو كيليني..فوجدت ان للعض هدفين : الأول الحصول على متعه:عض الطفل لثدي امه..وعض الشفاه واشياء اخرى بين المحبين والعشاق،والثاني:ايقاع الاذى والالم بالآخر..والحصول على متعه ايضا!..ومنها العض السادي.
لكن سواريز لم يوقع الاذى في كيليني الذي يمنحه المتعه..بل انه تألم اكثر حين راح يتحسس اسنانه ما اذا كان قد فقد احدها او تلطخت بالدماء..بدمائه هو..لا بدماء خصمه..وذلك من تعابير وجهه الذي ما كان متأملا..فاحصا..بل متألما خائفا.
صحيح ان العض وسيلة الضعيف حين يستنفد وسائله في مواجهة الخصم ،وهي كثيرة في كرة القدم ،غير انها شائعة بين الاطفال لا بين لاعبين يعدهم كثيرون سحرة في المرواغة وسواريز احدهم.فهل لسواريز خبرة طفولية (او شبابية)في العض كانت تمنحه المتعة!؟ وانه بحسب تقارير..كان قد همّ بهذه العضّة قبل عام وجاءت لحظتها الان؟!.ربما ،مع انه تفسير خبيث وضعيف.والارجح،وهذه قد تكون عبرة..او ربما نظرية!..ان الانسان حين يمر بموقف يكون فيه اضعف من خصمه فانه يتصرف بسلوك غير متوقع منه..او قد يكون نقيض ما متوقع منه!.وهذا ما ينطبق على السياسيين ايضا حين يكونوا في المعارضة وحين يكونوا في السلطة!
كنت بعد مرور ساعة على عضّة سواريز اتابع قناة CNN فعرضت على شاشتها سرعة انتشار هذه العضّة بالثواني والدقائق على مواقع التواصل الاجتماعي..وكيف انشغل العالم بها..مطالبا بانزال القصاص العادل بسواريز.
يالعدالة هذا العالم،ينتصر لمعضوض واحد من الكتف ولم ينتصر لالاف المعضوضين في العراق من الرقاب!.ويالعدالته انه عاقب العاض وغرّمه فيما العاضّين في العراق يعيشون مرفهين وينامون آمنين دون وخزة من ضمير او عقوبة من (فيفا)..والف معضوض مات في شهر ومليون معضوض يسكنون العراء في حرّ يجعل الحمار يبول دما!.
والمصيبة ان العاض في العراق سيبقى قويا حاد السنون والمعضوض يبقى مسكينا بائسا الى يوم يبعثون.
مقالات اخرى للكاتب